
Arab
في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل سلاح جو نوعي بين الرائدين في العالم، مُزوّداً بطائرات أميركية هي الأحدث على الإطلاق، وبتكنولوجيا إسرائيلية ومخازن ذخيرة تُعبأ باستمرار، ركزّت إيران التي فُرض عليها حصار دولي منذ سنوات على تطوير ترسانة السلاح الصاروخي المتطور، انطلاقاً من عقيدة مفادها بأن سلاحاً كهذا يتيح لها تدمير الأهداف العسكرية على مسافات بعيدة جداً، وحتّى لقدرته على منع الطائرات لدى عدوّها من التحليق والانطلاق من قواعدها العسكرية. هذه العقيدة كانت خلاصة الحرب العراقية - الإيرانية التي امتدت لثماني سنوات قبل أن تُختتم في 1988.
ما الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل حتى الآن؟
خلافاً للصليات الصاروخية التي أطلقتها إيران على إسرائيل في إبريل/ نيسان، وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين، والتي وثّقتها الأولى وصوّرتها، تحتفظ هذه المرّة بالصمت حيال الأنواع التي تطلقها على مختلف المناطق الإسرائيلية منذ أربعة أيام رداً على الحرب التي فتحتها تل أبيب عليها، وفضلت فقط نشر جزء يسير من المقاطع التي توثق إطلاق الطائرات المسيّرة. مع ذلك فإن الباحث الإسرائيلي الكبير في معهد Missile Defense Advocacy Alliance ، طال عنبار، قال إنه "بالإمكان التقدير، بناءً على تحليل صور مواقع سقوط الصواريخ، ماهيّة تلك التي وصلت إلى إسرائيل حتّى الآن. وهي الصواريخ الإيرانية الشائعة في الترسانة الإيرانية وتعتمد على الوقود السائل مثل صواريخ "قادر"، و"عماد" والتي شوهدت أيضاً في عمليات "الوعد الصادق 1"، و"الوعد الصادق 2" في السنة الماضية، وكذلك الصاروخ الذي يعتمد على الوقود الصلب (خيبرشكن)". وبحسبه فإن الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب هي صواريخ أخف وزناً ودقيقة أكثر في إصابة أهدافها.
وبحسب ما تنقله صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية عن عنبار، فإن صواريخ "قادر" و"عماد"، التي تعد أفراداً من عائلة الصواريخ ذاتها، بإمكانها الوصول حتى 1800 كلم، وتحمل رأساً حربياً بزنة 750 كغم (وفقط جزء من هذا الرأس هو مواد متفجرة وليس كله)، وفي الوقت ذاته يُعد صاروخ عماد دقيقاً أكثر قياساً بقادر. أمّا "خيبرشكن" فيطلق نحو مديات أقل بين 1400-1500 كلم، وبناء على ذلك بالإمكان إطلاقه على إسرائيل فقط من منطقة غرب إيران. يتسم الصاروخ برأس حربي أقل وزناً، أي بين 500-600 كغم، ويتمتع بسرعة ودقة أكبر بسبب اعتماده على الوقود الصلب.
ما الصواريخ التي لم تطلقها إيران على إسرائيل بعد؟
ثمة نوع آخر من الصواريخ الإيرانية الذي لا تتوفر إلى الآن أدلة على سقوطه في إسرائيل، ويدعى "شاهد- حاج قاسم"، على اسم قائد "فيلق قدس"، قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة أميركية عام 2020. يُعد هذا الصاروخ متقدماً، يعتمد على الوقود الصلب، وتعرّفه إيران بأنه الصاروخ الأول الفرط صوتي، لسرعته بالدخول إلى الغلاف الجوي بحيث تعد سرعته أكثر من سرعة الصوت بخمسة أضعاف. مع ذلك، لا يعتبره الغرب صاروخاً فرط صوتي لكونه لا يناور بشكل ثلاثي الأبعاد. وبحسب التقديرات فإن منظومتي "حيتس" الإسرائيلية و"ثاد" الأميركية بإمكانهما إصابته. يتمتع "قاسم" بتوجيه إلكترو-بصري، وقدرات دقيقة عالية جداً، وفقاً لـ"غلوبس".
وفي هذا السياق، يزعم الدكتور يهوشواع كليسكي، وهو باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن صاروخ "قاسم" قد أطلق على إسرائيل يوم السبت الأخير أي في اليوم الثاني من الحرب، وأنه كان هناك على الأقل صاروخ واحد بين الصواريخ التي استهدفت بات يام أو رحوفوت؛ حيث حدث دمار هائل في الأبنية بينها في معهد وايزمان للعلوم.
بالإضافة إلى ما تقدّم، لم تطلق إيران حتّى الساعة "سلاح يوم القيامة" وهو صاروخها الباليستي الأكثر تطوراً الذي يحمل اسم "خرمشهر" ويعد أقوى صاروخ باليستي في الترسانة الإيرانية؛ حيث بإمكانه حمل رأس متفجر يزن 1800 كغم. "خرمشهر" تكشف قبل ثماني سنوات فقط، وكما هو معروف لم يطلق بعد بشكل عملياتي.
وفي هذا السياق، يزعم الدكتور يهوشواع كليسكي، وهو باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن صاروخ "قاسم" قد أطلق على إسرائيل يوم السبت الأخير أي في اليوم الثاني من الحرب، وأنه كان هناك على الأقل صاروخ واحد بين الصواريخ التي استهدفت بات يام أو رحوفوت؛ حيث حدث دمار هائل في الأبنية بينها في معهد وايزمان للعلوم.
بالإضافة إلى ما تقدّم، لم تطلق إيران حتّى الساعة "سلاح يوم القيامة" وهو صاروخها الباليستي الأكثر تطوراً الذي يحمل اسم "خرمشهر" ويعد أقوى صاروخ باليستي في الترسانة الإيرانية؛ حيث بإمكانه حمل رأس متفجر يزن 1800 كغم. "خرمشهر" تكشف قبل ثماني سنوات فقط، وكما هو معروف لم يطلق بعد بشكل عملياتي.
ما الذي يمكن أن يحدثه صاروخ "خرمشهر"؟
لا يوجد أي دليل على أن هذا الصاروخ قد أطلق على إسرائيل، حسبما يُشير عنبار، مضيفاً "يعد هذا الصاروخ الأثقل وزناً لدى إيران، ويوجد منه عدد من الصيغ، إحداها تتمتع بقدرات دقة عالية. في حال وقوع صاروخ كهذا في شارع أو طريق، فبإمكانه إنزال سطرين من الأبنية الكاملة على طرفي الشارع". وبحسبه "لا يوجد لإيران كميات كبيرة من خرمشهر"؛ حيث يقدّرها بـ"العشرات حتّى مئات"، ولكن "لديها الآلاف من صواريخ قادر وعماد".
ما عدد الصواريخ الباليستية التي تبقت لدى إيران؟
بحسب عنبار "هذا معطى لا يمكن معرفته حتى اللحظة، الجيش الإسرائيلي قدّر أنه تبقت لدى إيران 2000 صاروخ، ومذّاك أطلقت 200 منها، فيما دمّر الجيش الإسرائيلي بعضها". أمّا كليسكي، فيشير إلى أن "الإيرانيين بدأوا المعركة ومعهم 3000 صاروخ باليستي، وبعد يومين من الحرب تبقى لديهم 2000 صاروخ، وفي اليوم الأخير أطلق الإيرانيون 100 صاروخ ما يعني أنه لا تزال لديهم القدرة على إطلاق 100 صاروخ على إسرائيل يومياً لنحو ثلاثة أسابيع".
مشروع الصواريخ الباليستية الإيرانية مكلف، ومن يقف خلفه؟
على الرغم من أنه يُدعى دائماً بأن الصاروخ الاعتراضي أغلى بكثير من الصاروخ المُعْتَرَض، "يبقى من الصعب تقدير الكلفة الدقيقة للصواريخ"، وفقاً لعنبار الذي يشير إلى أن "الصاروخ الباليستي العادي يكلف نحو مليون دولار. ولذلك فإن صاروخ خرمشهر يكلف أكثر بكثير، ولكن لا تُعرف كلفته بالضبط". فضلاً عن ذلك فإن مصانع الصواريخ الإيرانية يديرها "الحرس الثوري" وليس شركات خاصة، ولذلك فإن "كلفة التصنيع أقل، وكلفة تشغيل العمال فيها أقل أيضاً".
مشروع الصواريخ الإيراني مؤسس على صواريخ كورية شمالية، مع العلم أن المشروعين انفصلا الواحد عن الآخر قبل سنوات. مع ذلك فإن "شهاب 3 المؤسس على صاروخ كوري شمالي طوّر تقليداً لصاروخ سكود السوفييتي. أمّا صاروخ خرمشهر فقد بني على مشروع شمالي كوري خاص".
كيف تحبط إسرائيل مشروع الصواريخ الباليستية الإيراني؟
بالأساس تستهدف طائرات سلاح الجو، المأهولة وغير المأهولة، منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، فيما ساندتها أيضاً خلايا تجسسية تعمل لصالح "الموساد" على الأقل نجحت في القيام ببعض العمليات في أيام الحرب الأولى؛ حيث أطلقت هذه الخلايا قذائف من مديات متوسطة استهدفت منصات إطلاق. فضلاً عن ذلك تقوم طائرات سلاح الجو بقصف قواعد الصواريخ وفتحات الإطلاق، ومصانع إنتاج الصواريخ ومعدات ومركبات تدخل في مشروع الصواريخ الباليستية، كتلك التي قالت إسرائيل إنها ضربتها في شيراز وكرمنشاه.
هل يمكن الإجهاز على مشروع الصواريخ الباليستية الإيراني؟
بحسب عنبار "حتّى لو استهدفت كل الصواريخ والمنصات، والمخازن ومواقع التصنيع المتعلقة بهذا المشروع، فإن إيران هي دولة كبيرة وصناعية، تتمتع بثروة من المواد الخام الطبيعية، والقوى البشرية، ولديها التصميم والصبر لكي تعيد تأهيل مشروعها هذا"، وذلك فإن القول إنه بالإمكان محو القدرات الباليستية الإيرانية هو "قول فضفاض". وكما يضيف "في العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 2003، فككت الجيوش الغربية مخازن الصواريخ بشكل جذري، ولكن ذلك كان متاحاً فقط بعد تغيير النظام من خلال الحرب"، في إشارة إلى إسقاط النظام الإيراني.

Related News

بوكا جونيورز يتحسر على التفريط في الفوز على بنفيكا
aawsat
6 minutes ago

السعودية تترشح لعضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات
aawsat
15 minutes ago

منتخب السعودية يُعاني وأرقام رينارد تكشف أزمته
alaraby ALjadeed
16 minutes ago