رويترز: اغتيال شخصيات من دائرة خامنئي ربما يؤثر على قرارته
Arab
4 hours ago
share

قالت وكالة رويترز، في تقرير اليوم الثلاثاء، إن وصول الاغتيالات الإسرائيلية للدائرة المقرّبة من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، التي طاولت عدداً من كبار مستشاريه العسكريين والأمنيين، تؤثر على آلية صنع القرار، ونقلت عن أشخاص وصفتهم بـ"المطلعين على عملية صنع خامنئي لقراراته" أن غياب هؤلاء المستشارين تسبب بخلل في دائرة المقربين منه، وزاد من "خطر وقوع أخطاء استراتيجية".

ووفقاً للمصادر، التي تضمّ ثلاثة أشخاص يحضرون أو حضروا اجتماعات مع خامنئي حول قضايا مهمة، واثنين مقربين من المسؤولين الذين يحضرون بانتظام، كان هؤلاء الرجال جزءاً من الدائرة المقربة من خامنئي، التي تضم ما يتراوح بين 15 و20 مستشاراً من قادة الحرس الثوري ورجال الدين والسياسيين، ووصف أحد هذه المصادر، والذي يحضر بانتظام اجتماعات مع خامنئي، خطر "سوء التقدير" على إيران في قضايا الدفاع والاستقرار الداخلي بأنه أمر "بالغ الخطورة".

وقالت جميع المصادر إن هذه المجموعة الواسعة تجتمع دون ترتيب مسبق عندما يتصل مكتب خامنئي بالمستشارين المناسبين لعقد لقاء في مجمعه في طهران لمناقشة قرار مهم، وأضافوا أن الأعضاء يتَّسمون بالولاء الشديد له ولمبادئ الجمهورية الإسلامية.

وقُتل عدد من كبار القادة العسكريين منذ يوم الجمعة، بينهم المستشارون الكبار لخامنئي من الحرس الثوري، قوة النخبة العسكرية الإيرانية، وهم القائد العام للحرس حسين سلامي، وقائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زادة، الذي كان يرأس برنامج الصواريخ الباليستية، ورئيس مخابرات الحرس الثوري محمد كاظمي.

ووفقاً لمصادر مطلعة ومحللين، فلا شكّ أن خامنئي يواجه قدراً أكبر من المخاطر وسط الحرب المتصاعدة مع إسرائيل، التي استهدفت شخصيات ومواقع نووية وعسكرية بهجمات جوية، ما دفع إيران للرد بإطلاق صواريخ، وأكدت المصادر الخمسة المطلعة على عملية صنع القرار لدى خامنئي أن المقربين الآخرين الذين لم تستهدفهم الضربات الإسرائيلية ما زالوا على قدر كبير من الأهمية والتأثير، بمن فيهم كبار المستشارين في الشؤون السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.

وقال اثنان من المصادر إنّ خامنئي يكلف هؤلاء المستشارين بالتعامل مع أي قضايا بمجرد ظهورها، مما يوسّع نطاق نفوذه مباشرة في مجموعة واسعة من المؤسسات التي تشمل المجالات العسكرية والأمنية والثقافية والسياسية والاقتصادية. وأشارت المصادر المطلعة إلى أن هذا النهج المتبع، بما في ذلك في الهيئات الخاضعة اسمياً لسلطة الرئيس المنتخب، يعني أن مكتب خامنئي غالباً ما ينخرط ليس في أهم قضايا الدولة فحسب، بل في تنفيذ حتى أصغر المبادرات.

نجل خامنئي

وذكرت المصادر أن مجتبى نجل خامنئي صار على مدى السنوات العشرين الماضية شخصية أكثر أهمية من أي وقت مضى في هذه العملية، إذ صنع دوراً لنفسه يصل بين الشخصيات والفصائل والمنظمات المعنية للتنسيق في قضايا محدّدة. وينظر بعض أفراد الدائرة المقرّبة إلى مجتبى، الذي ينتمي للصفوف الوسطى من رجال الدين من حيث المكانة، على أنه خليفة محتمل لوالده المسن، وقالت المصادر إنه بنى علاقات وثيقة مع الحرس الثوري، ما منحه نفوذاً إضافياً داخل مختلف الأجهزة السياسية والأمنية الإيرانية.

وذكرت المصادر أن نائب شؤون الأمن السياسي في مكتب خامنئي، علي أصغر حجازي، شارك في قرارات أمنية بالغة الأهمية، وغالباً ما يوصف بأنه "أقوى مسؤول مخابرات في إيران". وبحسب المصادر، في الوقت نفسه لا يزال رئيس مكتب خامنئي، محمد كلبايكاني، وأيضاً وزيرا الخارجية السابقان علي أكبر ولايتي، وكمال خرازي، ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، من المقربين الموثوق بهم في الشؤون الدبلوماسية والسياسات الداخلية مثل النزاع النووي.

ومع ذلك، فإنّ خسارة قادة في الحرس الثوري قلصت من قيادة المؤسسة العسكرية التي وضعها خامنئي في مركز السلطة منذ أن أصبح الزعيم الأعلى في عام 1989، إذ اعتمد عليها في الأمن الداخلي والاستراتيجية الإقليمية لإيران. وفي حين أن التسلسل القيادي للجيش النظامي يخضع لوزارة الدفاع تحت قيادة الرئيس المنتخب، فإن الحرس الثوري يأتمر مباشرة بأمر خامنئي، ويحصل على أفضل العتاد العسكري لوحداته البرية والجوية والبحرية، مع اضطلاع قادته بأدوار رئيسية في الدولة.

"عنيد للغاية"

ويتمسك خامنئي، الذي سُجن قبل ثورة 1979 وأصيب في هجوم بقنبلة قبل أن يصبح مرشداً أعلى أعلى عام 1989، بشدة باستمرار نظام الحكم الإسلامي في إيران، ولا يثق بالغرب بقدر كبير. وبموجب نظام الحكم في إيران، فإنه يحظى بالقيادة العليا للقوات المسلحة، وسلطة إعلان الحرب، ويمكنه تعيين أو عزل كبار الشخصيات، بما في ذلك القادة العسكريين والقضاة.

وقال مصدر من الذين يحضرون الاجتماعات إن خامنئي هو من يتخذ القرار النهائي في المسائل المهمة، لكنه يقدر المشورة ويستمع باهتمام إلى وجهات النظر المختلفة، وغالباً ما يطلب معلومات إضافية من مستشاريه.

وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن: "هناك أمران يمكن قولهما عن خامنئي: إنه عنيد للغاية، لكنّه حذر للغاية أيضاً. وهذا هو سبب بقائه في السلطة كل هذه المدة الطويلة"، وأضاف أن "خامنئي قادر تماماً على أداء التحليل الأساسي للتكاليف مقابل الفوائد، والذي يتعلق بشكل أساسي بقضية واحدة أهم من أي شيء آخر: بقاء النظام".

ووُضع الحرص على بقاء النظام محل الاختبار مراراً، فقد أمر خامنئي بنشر قوات الحرس الثوري وقوات الباسيج شبه العسكرية التابعة لها للتصدي لحركات احتجاجات على مستوى البلاد في الأعوام 1999 و2009 و2022. واستطاعت قوات الأمن في كل مرة الصمود أمام المتظاهرين واستعادة سيطرة الحكومة، لكن العقوبات الغربية المستمرة منذ سنوات تسببت في متاعب اقتصادية واسعة النطاق، يقول محلّلون إنها ربما تنذر في نهاية المطاف بحدوث قلاقل داخلية.

(رويترز، العربي الجديد)

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows