تواصل الإدارة الرياضية في نادي ريال مدريد السير على نهج واضح المعالم في سوق الانتقالات، يقوم على ضم النجوم الكبار بالمجان من دون الدخول في مزادات مالية مرهقة، وبعد نجاح هذه الاستراتيجية في السنوات الأخيرة بضم النمساوي ديفيد ألابا (32 عاماً) والألماني أنطونيو روديغر (32 عاماً)، ثم الصفقة الأضخم بقدوم الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، وأخيراً الإنكليزي ترنت ألكسندر أرنولد (26 عاماً)، بات النادي الملكي أكثر تمسكاً بهذه السياسة، وبدأ التحرك نحو ثلاثة أهداف جديدة يتطلّع إلى ضمّها مجاناً.

وكشفت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الأحد، أن ريال مدريد لا يزال يفعّل خطة التعاقدات المجانية، ويبحث عن لاعب حر يستطيع مقاومة ضغوط ناديه حتى صيف موسم 2026-2027، تماماً كما حدث مع ألابا وروديغر، اللذين انتقلا من بايرن ميونخ الألماني وتشلسي الإنكليزي على التوالي بعد نهاية عقديهما، وبعيداً عن الحالة الاستثنائية التي تمثّلها صفقة مبابي، فإن هذه السياسة أثبتت فاعليتها، بعدما نجح أربعة لاعبين في قائمة المدرب الإسباني تشابي ألونسو (43 عاماً) في مقاومة ضغوط أنديتهم السابقة من أجل ارتداء القميص الأبيض.

وأضافت الصحيفة أن هناك عدداً كبيراً من اللاعبين الذين تقترب عقودهم من نهايتها، من بينهم أسماء شابة وأخرى أكثر خبرة، ومع توجه ريال مدريد إلى استثمار الأموال في النجوم الصاعدين، مثل الإسباني ديان هويسين (20 عاماً) والأرجنتيني فرانكو ماستانتونو (17 عاماً)، فإنه يفضّل انتهاج سياسة "الانتظار المجاني" مع الأسماء المخضرمة، ومن بين المرشحين، يبرز اسم مدافع فريق فالنسيا الإسباني كريستيان موسكيرا (20 عاماً)، والظهير الأيسر لفريق أرسنال الإنكليزي مايلز لويس سكيلي (18 عاماً)، ورغم النقاشات في "فالديبيباس" حول عدة أسماء، فإن مدافع نادي ليفربول الفرنسي إبراهيما كوناتي (26 عاماً) يبقى الهدف الأبرز على الطاولة.

وتابعت "ماركا" تقريرها بأن لا شيء يحدث بالصدفة في مدريد، فالتخطيط لمثل هذه الصفقات يبدأ قبل سنوات، ويتطلب عملاً دقيقاً وخفياً من قِبل كشافي النادي وفريق التعاقدات، لكن ليست كل الأهداف تتحقق، فبعض اللاعبين لا يتحملون ضغط الأندية، أو يستغلون اهتمام ريال مدريد ورقةً تفاوضيةً لتحسين شروطهم، كما حدث مع الكندي ألفونسو ديفيز (24 عاماً)، الذي تمكن من تجديد عقده مع بايرن ميونخ مقابل راتب يفوق قيمته السوقية، وهو ما قد يشكّل عبئاً مالياً كبيراً على "البافاري" مستقبلاً، مقابل عدم انتقاله مجاناً إلى "الميرينغي".

واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن الأندية الأوروبية تخشى الدخول في منافسة مع ريال مدريد، لأنها تدرك تماماً أن دخول الملكي على خط لاعب يقترب من نهاية عقده يقلّل من فرص تجديده، بل وقد يسرّع رحيله، وينطبق هذا الأمر حالياً على ليفربول ومدافعه الفرنسي إبراهيما كوناتي، الذي دخل عامه الأخير من العقد، ورفض العرض المُقدَّم من إدارة "الريدز" للتجديد، وتبدو الصفقة مشابهة لتلك التي حدثت مع زميله أرنولد في طريقها للتكرار.