
وصلت 42 عائلة سورية إلى مدينة الباب في ريف محافظة حلب الشمالي الشرقي (شمال غرب) الليلة الماضية، قادمةً من مخيم الهول الخاضع للإدارة الذاتية والواقع في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وذلك في ما أُطلق عليه "قافلة الأمل". وأتت عملية نقل تلك العائلات من المخيم إلى حلب "في إطار العودة الطوعية والآمنة"، وذلك بـ"التنسيق مع الإدارة الذاتية، وبالتعاون مع المركز السوري للأبحاث والدراسات، ووحدة دعم الاستقرار في حلب، وبدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين"، بحسب ما أوضحت مديرة مخيم الهول، جيهان حنان، لـ"العربي الجديد"، مشيرةً كذلك إلى "حضور ممثلين عن مكتب العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية".
وأفاد مسؤول المكتب الإعلامي في مديرية صحة حلب وريفها منير المحمد "العربي الجديد" بأنّ العائلات السورية التي عادت من مخيم الهول والتي يبلغ عدد أفرادها 178 شخصاً، تعود أصولها إلى مناطق مختلفة في محافظة حلب، مشيراً إلى أنّ "أهالي وأقارب وكفلاء كانوا في انتظار هؤلاء". وبيّن المحمد أنّ "العائدين خضعوا لمعاينات طبية ولفحوصات دم وغيرها، ثمّ وُجّهوا إلى مراكز صحية للحصول على الخدمات اللازمة"، مضيفاً أنّ "عدداً من الأشخاص الذين كانت حالاتهم حرجة نُقلوا إلى المستشفيات العامة بمركبات الإسعاف التي رافقت قافلة العائدين التي انطلقت من مخيم الهول".
وتابع المحمد أنّ "العائدين جميعاً وُضعوا على اتصال بالجهات الصحية لضمان تلقّيهم الخدمات والمتابعة، في ما يتعلّق بالصحة النفسية وكذلك الصحة الإنجابية وصحة الطفل والأمراض المزمنة". يُذكر أنّ العائلات السورية العائدة السوريين تضمّ أفراداً يعانون من "حالات إنسانية" و"مصابين بأمراض مزمنة"، من بينها السرطان، بحسب ما شرحت حنان لـ"العربي الجديد".
في الإطار نفسه، أفادت مديرية صحة حلب بأنّ فرقها الطبية قدّمت الخدمات اللازمة بحضور كلّ من مدير المديرية محمد وجيه جمع، ومعاون محافظة حلب للشؤون الصحية بركات اليوسف، ورئيس دائرة برامج الصحة العامة فراس دهيمش.
وأوضحت مديرة مخيم الهول لـ"العربي الجديد" أنّ "عملية إخراج العائلات من مخيم الهول تأتي بإشراف من قبل إدارة المخيم، بالتنسيق مع هيئة الشؤون الاجتماعية والكادحين في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال سورية وشرقها، وبدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين". وقبيل انطلاق رحلة عودة دفعة يوم أمس، وقّعت الجهات المشاركة اتّفاقاً رسمياً ينظّم بنود التنسيق وآلياته، لتصدر بعدها إدارة مخيم الهول، بالتعاون مع الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال سورية وشرقها، بياناً قرأته الرئيسة المشتركة للمخيم جيهان حنان.
تجدر الإشارة إلى أنّ مخيم الهول الذي يبعد نحو 13 كيلومتراً عن الحدود العراقية، وفقاً لبيانات صادرة في فبراير/ شباط الماضي، به نحو 37 ألف شخص يعيشون في ظروف متردّية، أغلبهم من النساء والأطفال من عائلات مقاتلي تنظيم داعش، علماً أنّ من بينهم نحو 16 ألف مواطن سوري ونحو 15 ألف مواطن عراقي ونحو ستّة آلاف من جنسيات أجنبية مختلفة. وتزداد أوضاع المقيمين في مخيم الهول وباقي مراكز الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية سوءاً، بعد تراجع الدعم المقدَّم إليها. وكانت القائمة بأعمال السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن قد أفادت، في وقت سابق، بأنّ "المساعدة التي تقدّمها الولايات المتحدة الأميركية لإدارة مخيمات في شمال سورية وشرقها وتأمينها تضمّ سجناء مرتبطين بتنظيم داعش لا يمكن أن تستمرّ إلى الأبد"، لافتةً إلى أنّ واشنطن تحمّلت أعباءً كثيرة في مخيّمَي الهول وروج.

Related News

