
أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، أنها ستقلص برنامجها للمساعدات الإنسانية في العالم هذا العام كثيراً؛ "بسبب أسوأ اقتطاعات مالية أصابت القطاع الإنساني على الإطلاق"، وأوضح مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الخطة الجديدة للعام كلفتها 29 مليار دولار بدلاً من 44 ملياراً كانت ملحوظة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي تعطي أولوية فائقة لدعم 114 مليون شخص.
ودخل القطاع الإنساني العالمي كلّه في حالة اضطراب بعدما قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدى تسلّمه ولايته الثانية في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، وقف برامج المساعدات الخارجية لبلاده أو تقليصها. وباعتبار أن الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة لمختلف أشكال المساعدات الإنمائية، أدى الخفض الكبير في التمويل إلى نتائج وخيمة على المساعدات الطارئة والتطعيم وتوزيع الأدوية لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز).
وندّد مسؤولون، من بينهم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالقرار الذي قد يكلّف ملايين الأشخاص حياتهم، لكن الولايات المتحدة ليست المعنية الوحيدة بالتخفيض الذي نفذته دول مانحة كثيرة للتركيز على أولويات أخرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة أحياناً. وبحسب "أوتشا" لم تستطع الأمم المتحدة جمع سوى 5.6 مليارات دولار من أصل 44 مليار دولار طُلبت في البداية، أي ما يعادل 13% من إجمالي المبلغ، وذلك على رغم انقضاء ستة أشهر من السنة.
وفي ظلّ تزايد الأزمات الإنسانية، كما الحال في السودان وغزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وميانمار، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر: "اضطررنا إلى إجراء فرز لنجاة البشر. الأرقام وخيمة والعواقب مؤلمة، ولن يحصل كثيرون على المساعدة التي يحتاجونها، لكنّنا سننقذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالموارد التي نملكها".
(فرانس برس)
