
سجّل العراق في الساعات الأخيرة سقوط طائرات مسيّرة وأجزاء من صواريخ في عدد من مناطق البلاد مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة. ومع تزايد القلق العراقي من استمرار اختراق أجوائه، نشر الجيش منظومات دفاع جوي قرب منشآت نفطية عراقية. ووفقاً لمصدر أمني عراقي، اليوم الاثنين، "تم تسجيل سقوط 9 طائرات مسيّرة وبقايا صواريخ في عدد من مناطق البلاد خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة".
وبيّن المصدر لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "محافظة ذي قار سجلت أمس الأحد سقوط 3 طائرات مسيّرة في مناطق سوق الشيوخ والشطرة وقلعة سكر، سبقها بيوم واحد سقوط طائرتين بمنطقتي حميرة وأم الكطع في قضاء سوق الشيوخ"، مبيناً أنه "من المرجح أن تكون تلك الطائرات إيرانية". وأضاف "كما تم تسجيل إسقاط ثلاث مسيّرات بمحيط قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار، الأحد". وأُسقطت طائرة مسيّرة، أمس الأحد، بمحافظة إربيل، شمالي البلاد، بنيران يُشتبه أنها تابعة لدفاعات قاعدة حرير، حيث فيها القوات الأميركية. كما سجلت محافظة كركوك، شمالي العراق، سقوط أجزاء من صاروخ، لم يُعرف مصدره.
مقطع أرسله مواطن لرووداو يُظهر لحظة إسقاط مسيّرة في سماء أربيل، قال إنها استُهدفت من قبل دفاعات القنصلية الأميركية، فيما لم تؤكد القنصلية أو أي جهة رسمية بإقليم كوردستان ذلك حتى الآن pic.twitter.com/fGt8EZj2ZJ
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) June 15, 2025
فصائل العراق ملتزمة بضبط النفس
واستبعد المصدر أن "تكون الفصائل المسلحة العراقية وراء إطلاق تلك الطائرات"، مؤكداً أن "القوات الأمنية تتابع بدقة وتعمل على تأمين جميع مناطق البلاد، ومنع أي تحرك مشبوه لأي جهة". ولم تتبنَّ الفصائل العراقية أي هجمات ضد القواعد الأميركية في البلاد، واكتفت قيادات عدد منها بالتهديد بقصف القواعد، في حال شاركت أميركا بضرب إيران الى جانب إسرائيل. وكان المتحدث العسكري باسم رئيس الحكومة العراقية، صباح النعمان، قد أكد التزام العراق بأعلى درجات ضبط النفس، أملاً في فسح المجال للحلول الدبلوماسية والسياسية لنزع فتيل الأزمة بالطرق السلمية، رغم أن لديه الحق وفقاً للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، في استخدام إمكاناته بالتصدي لأي خرق للسيادة الوطنية من أي جهة كانت.
نشر منظومات دفاع جوي
في الأثناء، أفادت محطات إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي، بنشر العراق منظومات دفاع جوي قرب حقل نفطي في محافظة ميسان، وأخرى في ديالى الحدودية مع إيران. وأكد قائد الدفاع الجوي العراقي، الفريق الطيار الركن مهند غالب الأسدي، أنّ القوات المسلحة ومنظومات الدفاع الجوي تمارس دورها الطبيعي لحماية العراق، وأجوائه، والأهداف الحيوية. وقال الأسدي لوكالة الأنباء العراقية "واع"، مساء أمس الأحد، إنّ "تحريك منظومات الدفاع الجوي يتم بين فترة وأخرى ضمن الإجراءات الطبيعية والروتينية لحماية جميع الأهداف الحيوية في العراق". وأضاف أنّ "القوات العراقية المسلحة بشكل عام، ومنظومات الدفاع الجوي، تمارس دورها الطبيعي لحماية الأجواء والأهداف الحيوية تحسباً لأي طارئ".
"الإطار التنسيقي" قلق من اختراق إسرائيل لأجواء العراق
إلى ذلك، عبّر تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم في العراق، عن قلقه إزاء استمرار اختراق الأجواء العراقية من قبل إسرائيل وتنفيذ عدوانها على إيران، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل، فيما دعا إلى التظاهر تنديداً بالعدوان. وعقد قادة "الإطار"، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، اجتماعاً في مكتب زعيم تحالف "النصر" حيدر العبادي، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ووفقاً لبيان للدائرة الإعلامية لـ"الإطار التنسيقي"، فقد "ناقش المجتمعون تطورات الأحداث في المنطقة، وعّبر قادة الإطار عن إدانتهم واستنكارهم للسلوك العدواني المستمر لهذا الكيان، والاعتداءات على إيران، والتي أدت الى مقتل عدد من القادة والعلماء، فضلاً عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين، واستهداف البنى التحتية والمواقع الاقتصادية والاستراتيجية، مما ينذر بتوسع الحرب واستمرارها".
ودعا المجتمعون، "المجتمع الدولي عموماً ودول المنطقة خصوصاً للوقوف بوجه غطرسة هذا الكيان، وإجباره على وقف عدوانه"، كما دعا الإطار "أبناء العراق بجميع عناوينه الاجتماعية والسياسية والثقافية، إلى الخروج بتظاهرات منددة بالعدوان وداعمة لصمود وثبات إيران في مواجهته". وأكد المجتمعون، "الرفض القاطع لانتهاك الأجواء العراقية واستخدامها للاعتداء على دول الجوار"، مشددين على "ضرورة أن يواصل العراق دوره ليكون جزءاً من الحل، ومنع استمرار تداعيات الأزمة التي فجرها الكيان الصهيوني باعتداءاته المستمرة".
إلى ذلك، قررت رئاسة البرلمان العراقي، البرلمان عقد جلسة استثنائية يوم غد الثلاثاء، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران، وانتهاك السيادة العراقية. وكان السوداني، قد عبّر أمس الأحد، عن تضامن العراق حكومةً وشعباً مع إيران في مواجهة "العدوان الصهيوني السافر"، وحرصه على أمن إيران واستقرارها، باعتبارهما جزءاً لا يتجزأ من أمن المنطقة واستقرارها، مشدداً على أهمية منع اتساع نطاق الحرب.

Related News
