ناشد طلاب عراقيون يتواجدون في إيران حكومة بلدهم والجهات المسؤولة بضرورة التحرّك لمعالجة وضعهم الدراسي والأمني، وأكدوا أنهم يعيشون في ذعر منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران، أما عائلاتهم فطالبت بغداد بأن تتحمّل مسؤولياتها تجاههم. وأمس الجمعة، أصدرت الدائرة الثقافية العراقية في إيران التابعة لوزارة التعليم العالي العراقية، تحذيراً عاجلاً للطلاب العراقيين في محافظتَي قم وطهران من الضربات الجوية التي تشهدها البلاد، ودعتهم إلى البقاء في أماكن سكنهم وأقسامهم الداخلية وعدم مغادرتها في الوقت الراهن، بسبب الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد، وقطع الطرق المؤدية إلى محافظتَي قم وطهران.

وقضى مئات من الطلاب العراقيين ليلتهم في الشوارع والحدائق العامة أمس، خشية القصف الإسرائيلي المستمر. ونقلت محطات إخبارية محلية ومواقع التواصل الاجتماعي في العراق، رسائل ومناشدات من الطلاب العراقيين بأن تتدخل حكومة بلدهم لمساعدتهم، وأبدى طلاب في جامعة كاشان قلقهم من مصيرهم الدراسي والأمني في ظل الأحداث المتسارعة. وناشدوا وزارة التعليم العالي العراقية، بـ"التدخل العاجل في ظل التوترات الأمنية المتصاعدة، بعد قصف مدن إيرانية عدّة"، وأكد الطلاب في مناشداتهم، أن "الجامعات لم تؤجل الامتحانات رغم خطورة الأوضاع، وأنهم لم يتلقوا أي توجيه رسمي من الوزارة التعليم العالي في بلدهم من أجل إعادتهم إلى العراق".

أيضاً تعيش عائلات هؤلاء الطلاب في قلق وخوف على مصير أبنائها، وهي ناشدت الحكومة العراقية بالتدخل العاجل. وقالت أم حيدر، وهي والدة طالب يدرس الماجستير في جامعة قم الإيرانية، لـ"العربي الجديد": "وضع الطلاب في قم يرثى له. يواجهون الخوف والرعب ولا يستطيعون البقاء في سكنهم خشة الهجمات. بات مستقبلهم الدراسي والأمني مجهولاً، ويجب أن تتوفر متابعة لهم من وزارتَي التعليم والخارجية العراقيتَين"، وأشارت إلى أن الطلاب "لا يستطيعون العودة بسبب صعوبة التحرك في إيران في ظل هذه الأوضاع، كما لا يستطيعون ترك مقاعدهم الدراسية بعد كل ما تحملوه من جهد ومصاريف مالية"، وشدّدت على أن "أبناءنا محاصرون هناك، ويجب أن تتحرك الحكومة ممثلة بوزارة التعليم والسفارة العراقية في طهران، على نحوٍ عاجل للتواصل مع جامعاتهم من أجل معرفة مصيرهم الدراسي، ثم تأمين عودتهم إذا استمرت الحرب لأن بقاءهم يهدّد حياتهم".

من جهتها، أكدت وزارة التعليم العالي في العراق أنها تتابع ملف الطلاب في إيران، وقالت في بيان: "تقرر بعد متابعة حثيثة مع الجهات الأمنية الإيرانية والعراقية تسهيل مهمة الطلاب العراقيين والسماح لهم بمغادرة إيران عبر المنافذ الحدودية الرسمية البرية"، وقال: "نُهيب بجميع الطلاب العراقيين المعنيين الإفادة من الإجراء والتقيّد بالتعليمات الصادرة ومغادرة إيران في أسرع وقت مع التزام تعليمات السلطات الحدودية".

من جهتها، خصصت وزارة الخارجية العراقية أرقامَ طوارئ في السفارة العراقية بإيران، وعدد من القنصليات في المدن الإيرانية، للتواصل المباشر مع العراقيين الموجودين في إيران، بهدف تقديم دعم قنصلي للحالات الطارئة، لكنّها لم تكشف أي تفاصيل عن احتمال إجلائهم. ويتجاوز عدد الطلاب العراقيين في الجامعات الإيرانية 80 ألفاً، بحسب ما أعلن سابقاً مسؤولون في وزارة التعليم العالي العراقية.