شظايا اقتصادية عالمية للعدوان: الاضطرابات تتعدى أسواق إسرائيل وإيران
Arab
1 week ago
share

انقلبت الأسواق العالمية رأساً على عقب على وقع العدوان الإسرائيلي على إيران. الأسهم العالمية هبطت، وارتفع سعر النفط بوتيرة متسارعة وصلت إلى نسبة 9% حتى ظهر الجمعة، في ظل خشية من إغلاق طهران شريان التجارة النفطية الحيوي في مضيق هرمز، فيما زاد سعر الذهب بوصفه ملاذاً آمناً وتراجعت قيمة الدولار، كذلك شهد الاقتصاد الإسرائيلي ضربات جديدة في أسواق الأسهم والعملات، إضافة إلى سوق الطاقة والطيران. ويخشى العالم أن يؤدي الهجوم على إيران وردّها، إلى تعطيل شحنات النفط الدولية.

ويعود ذلك إلى موقع إيران الاستراتيجي على الجانب الشمالي من مضيق هرمز، ما يعني قدرتها على منع صادرات النفط والغاز الطبيعي من منتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط ردًا على هجوم إسرائيلي. وهددت إيران سابقًا بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة ردًا على الضغوط الغربية، ولكنها لم تنفذ تهديدها قط.

ويمرّ عبر المضيق حوالي خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي. وبين بداية عام 2022 والشهر الماضي، تدفّق عبر المضيق ما بين 17.8 مليوناً و20.8 مليون برميل من النفط الخام والمكثفات والوقود يوميًا، وفقًا لبيانات فورتيكسا.

مع ذلك، صرّحت ميغان أوسوليفان، مستشارة الأمن القومي السابقة في البيت الأبيض والمتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، لصحيفة نيويورك تايمز بأن الجيش الأميركي لديه القدرة على فرض إعادة فتح مضيق هرمز في حال قامت إيران بإغلاقه، إلا أنهم يفضلون تجنب هذه الخطوة لأنها ستؤدي إلى أزمة أكبر.

وأضافت أن لدى إيران، على أي حال، أسبابًا مالية قوية لعدم إغلاق مضيق هرمز، لأن جميع صادراتها النفطية تقريبًا تمر عبره، بالإضافة إلى معظم النفط الذي تستورده الصين، التي تُعتبر شريكًا وثيقًا لإيران. وعلى مستوى الأسواق العالمية، انخفض مؤشر فوتسي 100 القياسي بنسبة 0.5%، وانضمت أسهم الأسواق الناشئة إلى موجة بيع عالمية يوم الجمعة بعدما أثارت الضربة العسكرية الإسرائيلية على إيران عزوفا عن المخاطرة مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في الأصول.

تأثر الأسواق العالمية

وانخفض مؤشر MSCI لأسهم الأسواق الناشئة بأكثر من 0.9% الجمعة، مما يعكس تراجعًا في الأسواق العالمية. في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة التي تتبع مؤشرات وول ستريت الرئيسية بشكل حاد. ولامست الأسهم الأوروبية أدنى مستوياتها في ثلاثة أسابيع، وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.6% في خامس جلسة على التوالي من الخسائر، وهي أطول سلسلة خسائر له منذ سبتمبر 2024.

وفي إسرائيل، شهدت بورصة تل أبيب تراجعاً حاداً حتى ظهر الجمعة تاريخ كتابة هذا التقرير، وانخفض مؤشر النفط والغاز بنسبة 2.6%، وتل أبيب 35 انخفض بنسبة 1.6%، وانخفضت البنوك بنسبة 2.1%، وتراجع مؤشر التأمين بنسبة 2.8%، فيما ارتفعت أسهم الشركات العسكرية إلبيت بنسبة 2.8%، وأريت للصناعات بنسبة 4.6%. ورجح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إعلان حالة الطوارئ في قطاع الغاز الطبيعي، وقال إن احتياجات الطاقة ستتم تلبيتها من خلال مصادر بديلة والوقود مع إغلاق بعض خزانات الغاز الطبيعي مؤقتا بسبب الوضع الأمني. جاء ذلك بعدما قالت شركة إنرجيان البريطانية للغاز الجمعة إنها علقت مؤقتا إنتاج وأنشطة وحدتها العائمة لتخزين وتفريغ الإنتاج في إسرائيل بسبب التصعيد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

وقالت الشركة، التي لديها عمليات في إسرائيل ومصر ودول أوروبية، إنها تلقت إشعارا من وزارة الطاقة والبنية التحتية الإسرائيلية يأمر بتعليق عملياتها. وقال متحدث باسم إنرجيان إن وحدة التخزين والتفريغ العائمة تساهم بكم "كبير" في إجمالي إنتاج المجموعة. كذا أغلق مطار بن غوريون أبوابه، وأوقفت غالبية الشركات العالمية رحلاتها إلى إسرائيل بسبب إغلاق المجال الجوي، وأغلقت شركة العال إمكانية الحجز حتى نهاية الشهر.

في الوقت نفسه، أعلنت شركة "يسرائير" أنها تُخلي مطار بن غوريون من طائراتها، بناءً على توصية هيئة المطارات. كما نقلت شركات "العال" و"حيفا" و"كلاس جيت" طائراتها إلى مطارات في أوروبا. وأوضحت شركة العال أنها تنقل طائراتها من إسرائيل "إلى وجهاتنا"، وأحجمت الشركة عن الإفصاح عن وجهتها.

وكان يوماً عاصفاً في سوق الصرف الأجنبي المحلي، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي على إيران إلى انخفاض قيمة الشيكل بشكل حاد مقابل العملات الرئيسية. وارتفع الدولار بنسبة 1.5% إلى 3.60 شواكل، وارتفع اليورو بنسبة 1% إلى 4.15 شواكل. وأعلن بنك إسرائيل جاهزيته واستعداده التام في جميع المجالات التي تقع ضمن مسؤولياته، بما في ذلك ضمان حسن سير عمل الأسواق المالية والنظام المصرفي وأنظمة الدفع، وأنه يمتلك الأدوات اللازمة لدعم استمرارية أعمال الاقتصاد الإسرائيلي.

أما في إيران، فكان الهجوم الإسرائيلي ثقيلاً على المرافق الأساسية، مع تسجيل حالة من الهلع الاستهلاكي في الأسواق، وسط أزمة اقتصادية ونقدية كان يمر بها الاقتصاد الإيراني قبل الهجوم. وزاد من عمق الضربات استهداف شخصيات اقتصادية بارزة، منها الجنرال غلام علي رشيد، قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري والذي يمثّل قلب اقتصاد النظام، وأحد أكبر المقاولين الإيرانيين في المشاريع الصناعية والإنمائية والإعمارية في البلاد.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows