بلومبيرغ: مكانة الدولار الأميركي ملاذاً آمناً تواجه اختباراً حاسماً
Arab
2 weeks ago
share

يواجه الدور التقليدي الذي ضمنه لعقود الدولار الأميركي بوصفه ملاذا آمنا في الأزمات اختباراً مهماً في حال تصاعد الهجوم الإسرائيلي على إيران تحت ضغط من جميع الجوانب، ومع تصدّع في هيمنته عملةً عالمية، وهو ما أصبح محور نقاش رئيسي في السوق هذا العام، وفقاً لتقرير أوردته بلومبيرغ اليوم الجمعة، مشيرة إلى أنه في خروج عن الأعراف التاريخية، تراجع الدولار في البداية عندما وردت الأنباء بأن إسرائيل نفذت ضربات جوية ضد أهداف إيرانية، قبل أن يتعافى في نهاية المطاف أمام معظم العملات الرئيسية. ويُرجح أن يكون موقع الولايات المتحدة بما هي أكبر منتج للنفط في العالم قد ساعد على تعزيز الانتعاش، في يوم قفزت فيه عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 10%.

لكن مؤشر بلومبيرغ للدولار وصل إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات يوم الخميس، وسط مخاوف من رسوم جمركية أعلى وتدهور توقعات الاقتصاد الأميركي. وقد ألقى ما يُعرف بـ"تجارة بيع أميركا"، التي أثرت سلباً على مجموعة واسعة من الأصول الأميركية من الأسهم إلى سندات الخزانة، بظلالها أيضاً، وأثار تساؤلات حول الدولار ملاذا آمنا. ونقلت الشبكة عن المحللة في "فانتج ماركتس" في ملبورن، هيبي تشن، قولها: "يعتمد وصف الملاذ الآمن لأصول مثل الدولار والين على ثلاثة أعمدة، هي الاستقرار الاقتصادي والسيولة والمصداقية، في حين أن ضعف الدولار هذا العام يكشف تصدعات في الأعمدة الثلاثة جميعها".

وانخفض مؤشر الدولار التابع لبلومبيرغ بنحو 8% هذا العام، مع جهود الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة التجارة العالمية، مما قلل من ثقة المستثمرين في نمو الاقتصاد الأميركي. ومن المتوقع أن تضيف التشريعات الضريبية المقترحة تريليونات الدولارات إلى العجز الفيدرالي على مدى عقد، كما أصبحت مكانة أميركا في التحالفات الأمنية والسياسية موضع تساؤل.

ونقلت الشبكة الأميركية عن الاستراتيجي في بنك أستراليا الوطني المحدود في سيدني، رودريغو كاتريل، قوله إن "أحد المواضيع التي يجب مراقبتها هو ما إذا كانت صفات الملاذ الآمن للدولار يتم تقويضها بسبب سياسة الإدارة الأميركية التجارية، والإنفاق المالي المفرط، وتحديها لسيادة القانون"، مضيفاً أنه "في ضوء الضربة الإسرائيلية، يبدو أن الولايات المتحدة تنأى بنفسها عن دورها الجيوسياسي القيادي، مما يفتح الباب أمام آخرين لمتابعة أجنداتهم الخاصة"، مع أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال إن الولايات المتحدة "لم تشارك" في الضربات الإسرائيلية، محذرًا إيران من استهداف المصالح أو الأفراد الأميركيين في أي رد انتقامي.

لكن اليوم الجمعة، ارتفع مؤشر الدولار قليلاً بنسبة 0.4% في تداولات آسيا، بينما شهد الين تقلبات، وصعد الفرنك السويسري بنسبة 0.1%. وارتفع الذهب، الذي سجّل مستوى قياسياً في أبريل/نيسان، بنسبة بلغت 1.7%، كما ارتفعت سندات الخزانة بشكل طفيف. وقبل الهجوم، كانت بنوك وول ستريت تُعزز من توقعاتها بأن الدولار سيضعف أكثر، متأثراً بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة وتباطؤ النمو الاقتصادي. وفي هذا الصدد، قال مؤسس صندوق التحوط "تيودور إنفستمنت كورب"، بول تيودور جونز، لبلومبيرغ، إن العملة الأميركية قد تكون أقل بنسبة 10% بعد عام، إذ يتوقع أن يتم خفض أسعار الفائدة بشكل "حاد" خلال العام المقبل.

بدوره، قال كبير استراتيجيي التداول في "ميزوهو سيكيوريتيز" في طوكيو، شوكي أوموري، إن "العملاء باتوا يسألون بشكل متزايد ويناقشون دور الدولار بوصفه ملاذا آمنا في المحافظ الاستثمارية. بناءً على كيفية تواصل إدارة ترامب بشأن هذه الهجمات، على سبيل المثال، إذا أشاروا إلى تورط مستقبلي، فهناك مخاطر من أن تواجه سندات الخزانة والدولار المزيد من عمليات البيع".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows