
أصبحت الملاعب الأوروبية محطة بارزة للاعبي الدوريات العربية، الذين برهنوا على قدرتهم في المنافسة داخل أقوى البطولات العالمية. وعلى الرغم من التحديات، التي واجهوها، فقد نجح هؤلاء اللاعبون في إثبات جدارة الكرة العربية بتصدير المواهب القادرة على التألق في كبريات المسابقات الأوروبية، فبعد انطلاقتهم من الدوريات المحلية، تمكن العديد من اللاعبين العرب من فرض أنفسهم على الملاعب الأوروبية، ليصبحوا نماذج ملهمة للجيل القادم من النجوم.
ويأتي النجم المصري محمد صلاح (31 عاماً) على رأس اللاعبين العرب الذين تألقوا في الملاعب الأوروبية، بعد انطلاقتهم من البطولات المحلية، وبدأ صلاح مسيرته الاحترافية مع نادي المقاولون العرب في الدوري المصري الممتاز، إذ لفت الأنظار بأدائه المميز، مما دفع بازل السويسري لضمه في عام 2012. ومن هناك، بدأت رحلته الأوروبية، متنقلاً بين تشلسي الإنكليزي، وفيورنتينا وروما الإيطاليين، قبل أن يحط الرحال في ليفربول عام 2017، بصفقة بلغت 39 مليون يورو، ليكتب مع "الريدز" تاريخاً زاخراً بالألقاب والأرقام، أبرزها دوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز، ويصبح أحد أبرز اللاعبين في العالم، ومرشحاً بقوة للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية هذا الموسم.
أما النجم المصري الآخر عمر مرموش (26 عاماً) فقد شهدت مسيرته تحولاً كبيراً، إذ بدأ رحلته من نادي وادي دجلة المصري قبل أن ينتقل إلى الدوري الألماني عبر فولفسبورغ في عام 2017، وبعد عدة إعارات، استقر في آينتراخت فرانكفورت، وتألق بشكل لافت، مما جعله محط اهتمام المدرب الإسباني بيب غوارديولا (54 عاماً) الذي ضمه إلى مانشستر سيتي في صفقة قُدّرت بنحو 72 مليون يورو، ليبدأ مرموش رحلة جديدة من أجل كتابة اسمه إلى جانب مواطنه صلاح.
ويبرز في الدوريات الأوروبية حالياً المهاجم الجزائري محمد الأمين عمورة (24 عاماً) الذي يشق طريقه بثبات في الدوري الألماني مع نادي فولفسبورغ، بعد بداياته الكروية، التي كانت عبر نادي وفاق سطيف الجزائري، إذ لفت عمورة الأنظار بقدراته التهديفية العالية، مما دفع نادي لوغانو السويسري لضمه في عام 2021، ومنه إلى يونيون سان غيلواز البلجيكي، وليتمكن من التنقل إلى الدوري الألماني عبر بوابة فولفسبورغ، في صيف 2023، بصفقة بلغت 15 مليون يورو، ليصبح أحد أبرز المواهب الجزائرية الصاعدة في أوروبا.
ويُعتبر لاعب فنربخشة التركي المغربي يوسف النصيري (27 عاماً) من أبرز اللاعبين العرب، الذين شقوا طريقهم في الملاعب الأوروبية، بعدما بدأ مشواره من أكاديمية محمد السادس في المغرب، ومنها إلى نادي ملقا الإسباني عام 2015، ثم إلى ليغانيس، وإشبيلية في الدوري الإسباني، إذ تمكن من تحقيق بطولة اليوربا ليغ مع النادي الأندلسي، موسمي 2019-2020 و2022-2023، قبل أن ينتقل إلى نادي فنربخشة التركي، ويلعب تحت إشراف "السبيشل وان"، البرتغالي جوزيه مورينيو.
ويشهد الدوري الفرنسي في السنوات الأخيرة تألقاً لافتاً للنجم الأردني موسى التعمري (27 عاماً)، الذي فرض نفسه واحداً من أبرز المواهب العربية، التي انطلقت من الدوريات المحلية إلى الملاعب الأوروبية. وبدأ التعمري مسيرته مع نادي شباب الأردن، قبل أن يخطف الأضواء بفضل أدائه المميز، مما مكّنه من خوض تجربة احترافية ناجحة مع أبويل نيقوسيا القبرصي، ثم لوفان البلجيكي، وواصل تألقه بعد انتقاله إلى مونبلييه الفرنسي، إذ جذب اهتمام العديد من أندية الدوري الفرنسي، قبل أن ينجح نادي رين في ضمه، خلال "الميركاتو" الشتوي الأخير، ليواصل مسيرته في واحد من أقوى الدوريات الأوروبية.
وتبرز حالياً أسماء أخرى، على غرار التونسي أنيس بن رمضان (23 عاماً)، الذي كانت بدايته من نادي الترجي التونسي، ومنه إلى نادي فيرينكفاروس المجري، كما تألق على المستوى القاري مع فريقه في التصفيات المؤهلة لدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي. وينطبق الأمر نفسه على الظهير الأيمن السابق لناديي الاتحاد والهلال السعوديين سعود عبد الحميد (25 عاماً) الذي جاء انتقاله إلى صفوف نادي روما الإيطالي كقفزة نوعية لمسيرة اللاعب، كما أنها تفتح الباب أمام المزيد من المواهب السعودية للعب في الدوريات الأوروبية.
وبالإضافة إلى الأسماء السابقة، يبرز العديد من المواهب العربية في مختلف الدوريات الأوروبية، بينما يواصل آخرون التألق محلياً، في انتظار فرصتهم لخوض تجربة احترافية في القارة العجوز. وتمثل هذه القفزة النوعية مكسباً كبيراً للمنتخبات العربية، التي تستفيد من تطور مستوى لاعبيها، بفضل احتكاكهم بالمنافسات الأوروبية القوية، إذ يساهم هؤلاء اللاعبون في تقديم أداء مميز مع منتخباتهم، مما يعزز فرصها في تحقيق نتائج إيجابية على الساحة الدولية.

Related News

