وسط حشد جماهيري.. "قافلة الصمود" تنطلق من تونس إلى غزة
Arab
3 hours ago
share

في أجواء حماسية وسط تجمّع شعبي كبير انطلقت، اليوم الاثنين، قافلة الصمود من العاصمة تونس في اتجاه مدينة رفح المصرية، وعلى متنها 1500 ناشط تونسيّ و200 جزائريّ، لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ومنذ الساعات الأولى لفجر الاثنين تجمّع المئات في وسط العاصمة تونس من أجل توديع القافلة، ورافق موكب من السيارات، حافلات النشطاء المشاركين، الموشحة بالأعلام الفلسطينية والتونسية، وسط ترديد شعارات "لبيك يا أقصى".

ومنذ أكثر من أربعة أسابيع بدأت تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، التنظيم اللوجستي لانطلاق القافلة، وضبط قائمة المنظمين من نشطاء المجتمع المدني وسياسيين ونقابيين وكوادر طبية، وحول مشاركة الأطباء في قافلة الصمود، قال رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان، وجيه ذكار، إن عشرات الأطباء التحقوا بالقافلة وساهموا في الإعداد اللوجستي وتوفير معدات الطبية وسيارة إسعاف لإدخالها إلى غزة.

وأكّد ذكار في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأطباء المنظمين للقافلة يشاركون بصفتهم نشطاء مدنيين، لكنهم ينوون تقديم المساعدة الطبية للطواقم الصحية في غزة في حال تمكّنوا من كسر الحصار ودخول الأراضي الفلسطينية.

وقال المتحدث باسم التنسيقية وائل نوار إنّ "قافلة الصمود تنوي الوصول إلى غزة مهما كانت العقبات التي ستعترضها من أجل تقديم الدعم للشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة الاحتلال تحت حصار مطبق"، وتوقع نوار في حديث لـ"العربي الجديد"، وصول القافلة إلى معبر رفح يوم 15 يونيو/حزيران الجاري ومن ثم "متابعة إجراءات الحصول على التصاريح لدخول غزة وإيصال المساعدات اللازمة أصحاب الأرض والحق"، وأضاف "تشدّ القافلة الرِّحال نحو معبر رفح الحدودي وتنوي قطع 2300 كيلومتر لتبلغ العدو الإسرائيلي أن المقاومة بكل أشكالها صامدة رغم فظاعة الحرب التي يشنّها على المدنيين العزل".

وتشارك‎ نقابة الصحافيين التونسيين في هذه المبادرة التاريخية إلى جانب عدد من المنظمات النقابية والحقوقية، وقال النقيب زياد دبار في حديث لـ"العربي الجديد" إن القافلة تضم "أفضل شابات وشبان تونس، وهي مبادرة مهمة جداً وطنياً وعربياً ودولياً"، وأضاف: "ستعمل النقابة مع كل شركائها من أجل أن تصل هذه القافلة إلى مبتغاها في كسر الطوق الإجرامي على غزة وأهاليها ومقاومتها الباسلة في إطار الخط الداعم للمقاومة الفلسطينية في كفاحها المشروع من أجل إقامة الدولة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين".

وطالب دبار السلطات التونسية بأن "تقدم كل التسهيلات للقافلة والمشاركين فيها من أجل عبور الحدود التونسية الليبية في ظروف طيبة"، كما دعا السلطات الليبية والمصرية إلى "مساعدة القافلة من أجل الوصول إلى رفح في ظروف آمنة ودون أي تعقيدات أمنية أو سياسية، بما يعكس تطلعات الشعوب العربية في إسناد الشعب الفلسطيني والقيام بكل المبادرات الضرورية لفكّ العزلة عن غزة وأهاليها الصامدين في وجه آلة الإجرام الصهيونية".

ووفق ما أعلنته تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين سيشمل مسار القافلة مراحل عدّة، إذ تتمثل المرحلة الأولى بالذهاب من تونس العاصمة إلى معبر رأس جدير، مروراً عبر محافظات تونسية، إذ سينضم متطوعون للقافلة سواء للمرافقة والإسناد أو لمواصلة الطريق نحو غزة. وقال الناشط وسام الصغير الذي يشارك في قافلة الصمود إنّ "هذه القافلة البرية تمثّل حلقة متكاملة مع سفينة مادلين البحرية"، التي اعتقلت قوات الاحتلال أفرادها فجر الاثنين، مضيفاً أن قافلة جوية بمشاركة نشطاء من أكثر من 20 جنسية ينتظر أن تتبع القافلة البرية، "في تحرّك دولي شعبي يعكس رفض الشعوب للعدوان والصمت الرسمي".

واعتبر الصغير في حديث لـ"العربي الجديد" أن "كل هذه القوافل ليست مجرّد وسائل دعم، بل هي صرخة ضمير عالمي في وجه بشاعة الاستعمار الصهيوني وتواطؤ النظام الدولي المتخاذل"، مضيفاً أن القافلة البرية تنطلق من تونس بينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يشنّ غارات ويلقي القنابل على المدنيين في غزة.

ولا تعد قافلة الصمود التي تلاقي دعماً منظماتياً وشعبياً كبيراً في تونس، الأولى من نوعها، إذ سبق أن أعلنت عمادة الأطباء التونسيين ومنظمات تونسية أخرى خلال مارس/آذار 2024 عن اعتزامها تنظيم قافلة طبية إلى قطاع غزة، وذلك للمرة الثانية على التوالي منذ اندلاع الحرب على فلسطين، لكن انطلاق هذه القافلة واجهت صعوبات عدّة.

بدوره، قال الناشط الجزائري، مصطفى بوقبرين، لـ"العربي الجديد"، إنّ النشطاء الجزائريين "لبوا نداء تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين والتحقوا في ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين بالقافلة قادمين من العاصمة الجزائر"، مضيفاً أن هدفاً مشتركاً يجمع النشطاء المغاربيين وهو الوصول إلى كسر الحصار عن غزة. ولفت إلى أن اعتراض سفينة "مادلين" وخطف نشطائها من الاحتلال الإسرائيلي "لن يقلّل من عزم النشطاء على قافلة الصمود بتحقيق أهدافهم "، وتابع "سيتابع أحرار العالم محاولاتهم لكسر الحصار عن غزة براً وبحراً وبكل طرق المقاومة الممكنة".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows