الصومال: الأضاحي بأسعار خيالية والعيد يمرّ ثقيلاً على الفقراء
Arab
3 hours ago
share

تشهد أسواق الماشية في العاصمة مقديشو في موسم الحج من كل عام، انتعاشًا ملحوظًا بفضل زيادة التصدير المحلي وتحسن الاستهلاك الداخلي. ففي عام 2023، صدّرت الصومال نحو 5,035,000 رأس من الماشية، متجاوزةً الرقم القياسي لعام 2014 البالغ 5 ملايين رأس. وتُعد السعودية، الإمارات، قطر، ومصر من أبرز الوجهات الرئيسية للصادرات الصومالية من الماشية. وعلى صعيد الاستهلاك المحلي، يُقدّر أن قطاع الثروة الحيوانية يساهم بنسبة 40% من الناتج المحلي الإجمالي للصومال، ويشكّل أكثر من 50% من عائدات الصادرات. ويُعتبر هذا القطاع المصدر الرئيسي للغذاء والدخل لأكثر من 65% من السكان العاملين في البلاد.

وفي ضواحي مقديشو، تنتشر حظائر بيع الأغنام، وهي النوع المفضل لدى الصوماليين، حيث يتركز الطلب على لحومها بدلاً من الأبقار والإبل. وقد سجّلت أسعار الأغنام هذا العام رقمًا قياسيًا غير مسبوق منذ سنوات، حيث تُباع الأغنام الواحدة ما بين 200 و300 دولار، مقارنة بـ 120 دولارًا فقط في السابق. ويُعزى هذا الارتفاع الجنوني إلى قلة المعروض وزيادة الطلب على الأضاحي، بخلاف المواسم الماضية.

في هذا السياق، قال تاجر ماشية في سوق دينلي (غرب مقديشو) عثمان حسن في حديث لـ"العربي الجديد"، إن سعر الغنم الواحدة هذا الموسم يتراوح بين 250 و300 دولار، مع وجود فرق في أسعار التيس والماعز، حيث يفوق سعر التيس 200 دولار، بينما تُقدّر المعزة الحلوب بـ150 دولارًا. وأضاف أن هذا العام يختلف عن السنوات السابقة، إذ إن هطول الأمطار في بعض المناطق دفع أصحاب الماشية إلى البحث عن المراعي الخضراء هربًا من الجفاف، مشيرًا إلى أن الأغنام الكبيرة الموجودة حاليًا في السوق هي التي رويت من مياه الأمطار ونمت بفضل وفرة المراعي والمياه في بعض الوديان والسهول.

وأكد عثمان أن ارتفاع أسعار الأضاحي يعود إلى قلة المعروض من الأغنام ذات الوزن الثقيل، وزيادة الطلب على هذا النوع من الأضاحي، إذ يبحث الناس عن الأغنام التي تصلح للأضحية، وتتوفر فيها الشروط، وتُستهلك بكثرة لحومها. وبحسب تجار الماشية، بدأت أسعار الأضاحي تتراجع في أسواق مقديشو مع تدفق آلاف رؤوس الأغنام إلى الأسواق المحلية، إذ يزداد العرض عادة بحلول عيد الأضحى، في حين تبدأ وتيرة الطلب في الانخفاض تدريجيًا بعد اليوم الأول من العيد.

من جهته، أفاد علي عثمان بريسي، تاجر ماشية قدم خصيصًا إلى مقديشو لبيع ماشيته، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن هناك فرقًا جوهريًا في أسعار الماشية هذا العام، فقد كانت الأسعار العام الماضي أقل. لكنه توقع وصول عدد كبير من رؤوس الماشية إلى الأسواق، مما قد يُسهم في كسر حاجز الارتفاع الجنوني في الأسعار. وأشار إلى أن موسم هذا العام أفضل بالنسبة لتجار الماشية مقارنة بعام 2024، خاصة من حيث الأرباح والإقبال الكبير على الأضاحي.

وفي السياق ذاته، يرى بعض تجار الماشية أن الارتفاع في أسعار الأضاحي مُبالغ فيه من قبل بعض المنصات الرقمية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين، نتيجة انتشار مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" روجت لأسعار فلكية للأضاحي، مما قد يُلحق الضرر بتجار الماشية في أسواق العاصمة.

وفي هذا الصدد، قالت  تاجرة الماشية عدي إبراهيم في حديث لـ"العربي الجديد": "لا يوجد ارتفاع كبير في أسعار الأضاحي، وكل ما يُشاع نتيجة للشائعات المنتشرة على المنصات الرقمية. فسعر الغنم الكبير لا يتجاوز 210 دولارات فقط، وهناك إقبال كبير على الأضاحي، وتتراوح الأسعار بين 120 و210 دولارات".

من جانبها،  صرحت  زهرة علي، مسؤولة مخيم "العدالة" في حديث لـ"العربي الجديد"، إن النازحين يكابدون لتأمين قوت يومهم، ولا يستطيعون شراء الأضاحي التي يتجاوز سعر الواحدة منها 100 دولار. وأضافت أن النازحين ينتظرون قدوم الهيئات الإغاثية التي توزع لحوم الأضاحي سنويًا على الفقراء والمشردين في مخيمات العاصمة، خاصة أنه يعيش نحو مليون نازح في ضواحي مقديشو في ظروف معيشية صعبة، بعد تقلص الدعم الإنساني الموجه للصومال، وهو ما قد يزيد من معاناتهم.

من جانب ثانٍ، كشف مسؤول إغاثي يعمل لدى إحدى المنظمات الخيرية المحلية، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن توقف عمل عدد من الهيئات الإنسانية المحلية هذا العام، لا سيما في ما يخص تنفيذ مشاريع توزيع الأضاحي وكسوة العيد للأسر الفقيرة في ضواحي مقديشو، وهو ما حرم كثيرًا من الفقراء والنازحين من فرحة العيد، وزاد الضغط على الهيئات الخيرية القليلة التي لا تزال تعمل، خصوصًا التركية والقطرية والسعودية.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows