
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال الأيام الماضية، تضامناً ومطالب بالإفراج عن نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، الدكتور عصام الخواجا عقب اعتقاله مساء الأربعاء الماضي من السلطات الأردنية، وذلك على خلفية مشاركته في مسيرة شعبية نُظمت قبل نحو أسبوعين من "حملة غاز العدو احتلال"، والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، وسط العاصمة الأردنية، للمطالبة بإلغاء اتفاقية الغاز، ومعاهدة وادي عربة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، إسناداً للمقاومة.
وتداول ناشطون وحقوقيون عبر منصات مثل "إكس" و"فيسبوك"، منشورات تحت وسم "الحرية للرفيق عصام الخواجا، طالبوا فيها بالإفراج عن "الطبيب الإنسان" كما وصفوه، معتبرين أن التوقيف يشكّل انتهاكاً لحرية التعبير والتجمع السلمي التي يكفلها الدستور الأردني. وبحسب بيان صادر عن حزب الوحدة الشعبية الأردني، الخميس الماضي، أصدر المدعي العام قراراً بتوقيف الخواجا سبعة أيام في سجن ماركا، على ذمة التحقيق. وبحسب البيان، جاء توقيف الخواجا على خلفية مشاركته قبل أسبوعين، في المسيرة التي نظمها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، والتي دعا فيها إلى إلغاء اتفاقية الغاز ومعاهدة وادي عربة وإسناد المقاومة.
وبحسب الحزب، فقد جاء توقيف الخواجا أثناء مغادرته مركز عمله في مستشفى البشير، أكبر المستشفيات الحكومية في العاصمة الأردنية، واعتبر الحزب التوقيف انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي، ويتعارض مع الحديث عن منظومة التحديث السياسي، والحقوق التي كفلها الدستور الأردني، والمواثيق الدولية للمواطنين. من جهته، استنكر الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن اعتقال الخواجا وعدداً من نشطاء الأحزاب المنضوية تحت مظلته، معتبراً أن الحراك الشعبي الداعم لغزة، دفاع عن فلسطين، كما هو دفاع عن الأردن.
هذا وأعلنت السلطات الأردنية، الأربعاء، توقيف عدد من الأشخاص ممن قالت إنهم خالفوا القانون أثناء مشاركتهم في المسيرات التي شهدتها العاصمة عمّان خلال الأسابيع الماضية، والتي دأبت قوى سياسية وأحزاب أردنية على تنظيمها أسبوعياً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن مصدر مطلع قوله إن التوقيفات جاءت بناءً على مذكرات قضائية صدرت بحق عدد من المخالفين، مضيفاً أن هؤلاء الأشخاص قادوا المتظاهرين إلى ترديد هتافات تضمّنت افتراءات وإساءات بحق الدولة الأردنية، واحتوت على "عبارات مضللة وأخرى تنتقص من الدور الأردني وتسيء إلى جهوده"، حسب تعبيره.
وأشاد المتضامنون بمسيرة الدكتور المهنية والإنسانية، مذكّرين بمواقفه وإنجازاته في مجال الطب، خاصة أنه مختص بطب الأطفال. وكتبت الدكتورة رؤى العضايلة على "فيسبوك"، "لطبيب الإنسان… والرقم الصعب. عرفته عن قرب منذ مدة بسيطة، لا تزيد عن سبعة أشهر حين بدأت مسيرتي في اختصاص أمراض الدماغ والأعصاب عند الأطفال برفقته، لكنه تمكن بقلبه الواسع ورحابة صدره أن يعلمني كيف أتحلى بالصبر، وكيف أن المصلحة العامة تفوق بأهميتها المصلحة الشخصية، قالها لي ذات عيادة حين سألته عن ممانعته العمل في القطاع الخاص، أجابني قائلاً: لمين أترك المرضى الفقراء؟؟ (...) هو الطبيب الذي يفتتح عيادته زيادة على عياداته الرسمية ليفحص مرضى ويرى ويتابع أحوالهم. وتساءلت كيف يُعتقل من هو مثله، بعلمه العظيم ومعرفته الواسعة ورؤيته الحكيمة، وضميره الحي. كيف يُعتقل من يقول دوماً المصلحة العامة أهم من مصلحتي الشخصية".
بدوره، قال الكاتب والصحافي أحمد أبو خليل على صفحته على "فيسبوك": "متضامن بكل تأكيد مع الدكتور عصام الخواجا الذي اعتُقل مساء الأربعاء. ليس فقط تضامناً "سياسياً"، بل كذلك بسبب بعض التداعيات ذات الطابع الانساني/الاجتماعي التي تخص عمل الدكتور في طب الأطفال تخصص الدماغ والأعصاب، في أكبر مستشفى للطب العام في البلد وهو مستشفى البشير. فالأمر بمجمله قد لا يستحق مشهد حضور أصحاب المواعيد من أهالي الأطفال المرضى فيقال لهم إنه في الحبس. وأظن أن أياً منهم لن يقتنع بأن طبيبهم يستحق الحبس. لقد حضرت كلمته التي ألقاها في مسيرة قبل أسبوعين والتي يقال إنها السبب المباشر للاعتقال. ما زلت أشارك في المسيرات للمتابعة البحثية المتواصلة. كنت في المسيرة أتحدث مع صديق محترم، وأعبر عن تقديري لشخصية الدكتور، وبالوقت نفسه ناقشت بعض الملاحظات الناقدة لموقف ومسلك الحزب الذي ينتمي إليه في الشارع (حزب الوحدة)، وبالذات في المسيرات. ولكن ليس هذا مجالاً مناسباً للحديث عن تلك الملاحظات. وبالطبع لم أرَ في الكلمة خروجاً عن حق الاختلاف في الرأي".
وكتب عضو حزب الوحدة الشعبية مجد الفراج على منصة "إكس": "الحرية للرفيق القائد نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الدكتور عصام خواجا، "عمر السجن ما غير فكرة". الحرية للأحرار".
الحرية للرفيق القائد نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية
— majd_al faraaj (@majd_faraaj) June 4, 2025
الدكتور عصام خواجا .
"عمر السجن ما غير فكرة!"
الحرية للأحرار #الحرية_للدكتور_عصام_خواجا #الأردن pic.twitter.com/pskL3yxtjK
واستذكر راكان الطباع في منشور له، واحدة من العمليات التي قام بها الخواجا. وكتب: "الرفيق، الطبيب، الإنسان"، مع وسم "الحرية للرفيق عصام الخواجا".
الرفيق، الطبيب، الإنسان.#الحرية_للرفيق_عصام_الخواجا pic.twitter.com/bIfBKkx6uq
— Rakan Tabbaa (@Rakanjr00) June 5, 2025

Related News



