عيد الأضحى في جنوب سورية... فرحة مكبّلة بهشاشة الوضع الأمني
Arab
5 hours ago
share

في محافظات سورية الجنوبية، مرّ عيد الأضحى كظل باهت لاحتفال يُفترض أن يجسّد البهجة والتجدد. شوارع شبه خاوية من مظاهر العيد، وأطفال حُرموا من أبسط طقوسه. وهذه الصورة لا تعكس ظرفاً طارئاً فقط، بل تُجسّد تحوّلاً عميقاً في نسيج الحياة الاجتماعية تحت وطأة أكثر من 14 عاماً من الحرب، وواقع اقتصادي وأمني منهك.

سادت أجواء متحفظة المدن الرئيسية لمحافظة السويداء، حيث اقتصرت مظاهر العيد على أداء الشعائر الدينية المعتادة في الجوامع والمساجد. وعزا السكان ذلك إلى الأحداث الأمنية الأخيرة في جرمانا وأشرفية صحنايا وطريق دمشق - السويداء قبل شهر، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. وقال ناظم الجمول لـ"العربي الجديد": "ودّعنا أحباء قبل العيد، ولا نزال نواجه هجمات متقطعة في الريف الغربي والشرقي. هناك تحديات أمنية وتعليمية. طرقنا إلى دمشق خطرة، وتوقف تعليم الطلاب، ويعيش الأطفال في قلق وخوف في ظل استمرار آبائهم في التواجد خارج المنازل غالبية الوقت للحراسة، وأفقد ذلك العيد بهجته".  

وفي الأرياف، تحوّلت الشوارع إلى مساحات شبه مهجورة، بحسب ما قال الصحافي علي الحسين لـ"العربي الجديد"، مضيفاً": "الأطفال الذين يُفترض أن يكونوا قلب العيد النابض غابوا عن مشهد التنقل بين البيوت للمعايدة، باستثناء حالات نادرة، واقتصرت طقوس العيد على صلوات رجال الدين التي تحاول أن تحافظ على رمق من قدسية المناسبة. وهذا المشهد لا ينفصل عن واقع المحافظة التي استقبلت عشرات القتلى مطلع الشهر الماضي، حين تحوّل الاستقرار إلى حالة من انتظار القادم، والفرح إلى رفاهية نادرة".

ولم يختلف المشهد في القنيطرة، وقال الناشط محمد البكر لـ"العربي الجديد": "أي عيد تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يكتفِ بسرقة أرضنا واحتلالها، بل سرق الفرح نفسه. حركة الأطفال الخجولة في الشوارع هي الإشارة الوحيدة على أن ثمة عيدا، بينما يكتفي الكبار بأداء صلاة العيد ثم يعودون إلى بيوتهم. الغياب الأكثر إيلاماً هو عدم وجود الدولة السورية التي لم ترنا ولم تحرّك ساكناً. وفي ظل غياب الحماية أصبح الاحتفال ضرباً من التحدي الذي لا طاقة للناس عليه".

وقال الناشط محمد الحفري من ريف درعا الغربي لـ"العربي الجديد": "ليس العيد بأبهى حُلّة. حوّلت الأحداث الدموية المتكررة من قصف واشتباكات الفرح إلى حزن. يقتصر العيد على الأطفال وحدهم، كشرائح اجتماعية لا تزال تحاول أن تخلق لنفسها مساحة بريئة بعيداً عن السياسة والرصاص، لكن حتى هذه البراءة لا تجد ما يدفعها إلى الخروج، فالشوارع خالية، والوجوه مغطاة بالحزن ولم تلتئم جروحها".

وفيما شهدت مدينة درعا والريف الشرقي للمحافظة استعدادات غير مسبوقة للعيد، في أول احتفال بالمناسبة بعد سقوط النظام المخلوع، ركزت التهاني على "التحرر" و"الخلاص"، إلى جانب التعبيرات التقليدية للفرح. وقال إبراهيم العاسمي من بلدة داعل بريف درعا الشرقي لـ"العربي الجديد": "بدأت مظاهر الاحتفال قبل أيام من العيد، وشملت عودة أبناء غائبين واستقبال نازحين من الأردن ولبنان. شاركنا الأفراح مع الأصدقاء ودعمنا المتضررين، في أول عيد يشعر فيه الجميع بأمان".

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows