تتجه الأزمة بين الأطباء الشبان في تونس ووزارة الصحة إلى مزيد من التصعيد بعد أن أعلنت المنظمة التونسية للأطباء الشبان انسحاب منظوريها من المستشفيات، بداية من اليوم الثلاثاء، بعد تعثر مفاوضاتها مع السلطات، أمس الاثنين، بشأن حزمة مطالب تتعلق أساساً بتحسين ظروف العمل في المستشفيات والحق في اختيار مراكز التربصات.

ويتواصل الخلاف منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي بين وزارة الصحة والأطباء الشبان الذين قادوا تحركات ميدانية عديدة، ونفذوا إضراباً شاملاً عن العمل دام خمسة أيام الشهر الماضي قبل أن يعلنوا اليوم انسحابهم من المستشفيات وتوقيف العمل إلى حين التوصل إلى اتفاقات بشأن المطالب المتعلقة بالتربصات المهنيّة. 

 

ويمثل الأطباء الشبان في تونس طلاب الطب في مراحلهم المتقدمة وصولاً إلى الأطباء المتدربين والمتخصّصين في المستشفيات وفق بروتوكلات تضبطها وزارة الصحة بالتنسيق مع كليات الطب الثلاثة، ويطالب الأطباء الشبان بمراعاة ظروفهم العائلية والمهنية بما يمكنهم من القيام بمهامهم في أحسن الظروف داخل المستشفيات التي تعوّل على خدماتهم بنسبة عالية، إذ يؤمن الأطباء الشبان حصص الاستمرار الكاملة في المستشفيات الكبرى في تونس لا سيّما مدن العاصمة الكبرى ومحافظتَي سوسة وصفاقس اللتين تتركز فيهما كبريات المستشفيات الجامعية وكليات الطب.

وقال رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان وجيه ذكار إنّ القانون المنظم للدراسات الطبية يمنح الأطباء الشبان حق اختيار مراكز التربصات ولا يجبرهم على قبول التعيينات التي تتولى وزارة الصحة فرضها بالتشارك مع كليات الطب، مؤكداً أن مدّة التربص وفق القانون ذاته تستمر ستة أشهر فقط ولا يمكن تجاوزها، مؤكداً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن وزارة الصحة التي فشلت في إدارة أزمة الأطباء الشبان على امتداد أشهر قد تلجأ إلى تجاوز القوانين ما يدفع الأطباء إلى الدفاع عن حقوقهم بالوسائل القانونية والقضائية الممكنة.

وأشار المتحدث إلى أن انسحاب الأطباء الشبان من المستشفيات سيؤثر على مستوى الخدمات الطبية داخل المستشفيات؛ نظراً لأهمية هذه الفئة من الأطباء في توفير الرعاية الصحية للتونسيين، داعياً المواطنين إلى مساندة حراك الجيل الشاب من الأطباء الذي يعد مستقبل القطاع الصحي في تونس. مضيفاً أنّ "وقوف المواطنين إلى جانب حراك الأطباء الشبان هو دفاع عن حقّهم في الخدمات الصحية الجيدة وإسناد للقطاع الصحي الحكومي الذي يكافح من أجل الديمومة".

ويرفع الأطباء الشبان في تونس شعار "تمرمدنا" أي جرى التنكيل بنا، في تحرّكاتهم النضالية، وتتضمّن لائحة مطالب هؤلاء بالإضافة إلى المشاركة في اختيار مراكز التربصات زيادة المنحة الشهرية من خلال "إقرار منحة خطر العدوى والتحسين في منحة الإقامة"، بالإضافة إلى المرونة في التصديق على التربصات المهنية.

ورجح نائب رئيس المنظمة التونسية للأطباء الشبان بهاء الدين الرابعي أن يشارك أكثر من 6 آلاف طبيب شاب في الانسحاب من المستشفيات اعتباراً من اليوم. قائلاً في تصريح لإذاعة "موزاييك المحلية" إنّ وزارة الصحة دعت في خمس مناسبات الأطباء الشبان للالتحاق بمراكز التربصات غير أنهم يصرون على مواصلة تحركاتهم إلى حين الوصول إلى حلول نهائية بشأن مطالبهم.

في المقابل دعت وزارة الصحة في بيان لها، أمس الاثنين، كافة المقيمين في الطب الذين قاموا باختيار مراكز تربصاتهم للالتحاق بمراكز عملهم بداية من اليوم الثلاثاء، وأعلنت الوزارة، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أنّ على الأطباء المقيمين الذين لم يشاركوا في عملية الاختيار ضرورة مواصلة العمل بمراكز تعيينهم الحالية.