رمضان في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.. جوع وخوف
Party
1 week ago
share

 

كان شهر رمضان في الماضي موسمًا للفرح والبركة، حيث تتزين الشوارع بالأضواء وتتوافد الأسر إلى الأسواق لشراء مستلزمات الشهر الفضيل، لكن في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، تحوّل الشهر الفضيل إلى موسم للمعاناة والقلق. الشوارع التي كانت تضج بالحياة أصبحت خاوية إلا من الحواجز العسكرية والوجوه المنهكة، والمساجد التي كانت تزدحم بالمصلين باتت شبه مهجورة، بينما يعيش السكان رمضانًا لا يشبه أي رمضان عرفوه من قبل.

 

بين الغلاء والندرة

 

في سوق "المدينة السكنية" الرئيسي، يبدو المشهد كئيبًا؛ المحلات شبه فارغة، والبضائع قليلة، والأسعار مرتفعة بشكل جنوني.

 

يقول محمد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، لموقع "الصحوة نت": "قبل رمضان بشهر، كان الإقبال كبيرًا، لكن هذا العام الوضع كارثي، فالبضائع قليلة، والأسعار مرتفعة جدًا، والناس لا تستطيع الشراء. بالكاد أربح ما يكفي لسداد ديوني."

 

أما فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال، فتقف أمام أحد المحلات تحدق في سعر كيس السكر الذي تضاعف ثمنه، وتقول بحسرة:"كيف نستقبل رمضان ونحن لا نستطيع شراء أبسط الاحتياجات؟ كل شيء أصبح باهظ الثمن، وأخشى أن نجوع في هذا الشهر ونصوم حتى عن الطعام."

 

الخوف يخيّم على الشوارع

 

تخلو معظم شوارع صنعاء من الزينة الرمضانية المعتادة، وبدلًا من ذلك، تنتشر الحواجز العسكرية والمسلحون الذين يراقبون كل حركة.

 

يقول أحمد، وهو شاب في العشرين من عمره: "في السابق، كنا نخرج مع الأصدقاء لشراء احتياجات رمضان، لكن الآن نخشى حتى السير في الشوارع، فقد يتم اعتقالنا لمجرد التجول، كما حدث مع بعض أصدقائي."

 

أما أم سعيد، البالغة من العمر 60 عامًا، فتتذكر رمضان الماضي بحزن: "رمضان كان موسمًا للاجتماع مع العائلة والأصدقاء، لكنه الآن موسم للخوف والجوع. الحوثيون ينعمون بالراحة، بينما يعاني باقي الشعب. فقدنا الإحساس بكل شيء جميل."

 

جوع وحرمان

 

أبو علي، رب أسرة مكونة من ستة أفراد، يعاني مع اقتراب رمضان: "أشعر أن الجبال تثقل كاهلي، لا أستطيع شراء المواد التموينية، وبالكاد أوفر الخبز. أطفالي يسألونني لماذا لم أشترِ التمور والمعلبات كما اعتدت، ولا أملك سوى الدموع للإجابة."

 

أما أم محمد، النازحة في أحد مخيمات أطراف صنعاء، فتقول:

"هذا الرمضان قد يكون الأصعب، حتى الماء الكافي للوضوء قد يكون بعيد المنال، ومائدة الإفطار لن تحتوي سوى على التمر والخبز الجاف."

 

غلاء وركود اقتصادي

 

تشير تقارير بحثية إلى أن معدل التضخم السنوي في مناطق سيطرة الحوثيين تجاوز 120%، وهو أعلى معدل منذ عقود. وقد فقدت العملة المحلية أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

 

على سبيل المثال: ارتفع سعر كيلو الأرز بنسبة 150% بينما ارتفع سعر كيلو السكر بنسبة 170% كما ارتفع سعر زيت الطبخ بنسبة 200% ليصل إلى 8 دولارات للتر الواحد، هذه الزيادات جعلت السلع الأساسية بعيدة عن متناول معظم السكان، خاصة مع انخفاض الدخل الفردي إلى أقل من 100 دولار شهريًا.

 

أما الأسواق، فقد شهدت انخفاضًا في حجم التداول التجاري بنسبة 60% مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أغلقت 70% من المحلات التجارية أبوابها جزئيًا أو كليًا بسبب الركود.

 

وفيما يخص البطالة، فقد وصلت إلى 65% نتيجة توقف المشاريع الصغيرة وارتفاع تكاليف التشغيل، مما يعكس حجم الكارثة الاقتصادية التي يعاني منها السكان.

 

غرفة التجارة والصناعة تحذر

 

مصدر في غرفة التجارة والصناعة، رفض الكشف عن اسمه، أكد لموقع "الصحوة نت" أن أسباب ارتفاع الأسعار تعود إلى الظروف الأمنية الصعبة وفرض المليشيات قيودًا على نقل البضائع، ما أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار.

 

وأضاف المصدر: "تكاليف النقل ارتفعت بنسبة 70% بسبب المخاطر الأمنية، كما أن المليشيات تفرض ضرائب باهظة على التجار، مما يزيد من تكلفة السلع."

 

اليأس من المستقبل

 

في ظل هذه الظروف، أصبح الكثيرون يشعرون باليأس من تحسن الأوضاع.

 

يقول خالد، وهو مدرس: "الحاضر مظلم والمستقبل مجهول، كيف نستقبل رمضان ونحن لا نعرف كيف سنطعم أطفالنا؟ هل سنجبرهم على الصيام لأننا لا نملك ما نقدمه لهم؟"

 

أما سامي، الذي كان يعمل في ورشة صغيرة قبل أن يخسر عمله، فيقول:"لا أعرف كيف سأعيل أسرتي، العمل معدوم والمال غير متوفر، ورمضان هذا العام سيمر علينا بالفقر والبطالة."

 

من جهته، يصف علي، تاجر جملة للمواد الغذائية، الوضع قائلًا: "في السنوات الماضية، كنت أعمل ليل نهار لتلبية طلبات الزبائن، لكن هذا العام، المحل شبه فارغ، ولم أتمكن من بيع حتى ربع الكمية التي كنت أبيعها سابقًا."

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows