عمر أحمد
تصاعدت التحركات العسكرية الميدانية واللقاءات السياسية المكثفة، والتصريحات الإعلامية المتواصلة، لتقضّ مضجع مليشيا الحوثي وتجعلها تتخبط كمن أصابه المس، هذا التخبط زادت حدّته مع الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت أهدافًا في صنعاء، مما كشف هشاشة المليشيا وعمّق أزماتها، وأكد أن سقوطها بات وشيكًا وقاب قوسين أو أدنى.
في محاولة يائسة لتجنب السقوط، لجأت المليشيا إلى تحشيد المغرر بهم، وخداعهم باستخدام خطاب مضلل يروج لـ»معركة ضد إسرائيل»، والدفع بهم إلى جبهات القتال في تعز والحديدة والبيضاء والضالع والجوف ومأرب، وفي الوقت ذاته كثفت من حفر الخنادق وزرع الألغام حول صنعاء. لكنها لم تدرك أن هذه المحاولات لن تغير من الواقع شيئًا.
الخوف من السقوط الوشيك دفع قيادة وعناصر المليشيا إلى اتخاذ خطوات استباقية، مثل إزالة ألقابهم، وإطلاق سراح بعض السجناء، ومحاولات تلميع صورتها التي شُوّهت بجرائمها ضد الشعب اليمني. إلا أن هذه التحركات أشبه بمن يحاول حجب الشمس بغربال؛ فلا شيء يمحو سجلها الدموي.
لقد حولت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء إلى وكر للإرهاب خلال عقد كامل، ارتكبت فيه أبشع الجرائم بحق اليمنيين، ومع تصاعد الضغط العسكري والسياسي، أصبحت هذه الممارسات بمثابة حبل التف حول عنقها بأيديها.
إن اللحظة الحاسمة لمصير المليشيا باتت قريبة، ومصيرها قد يكون أسوأ من مصير حزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد، وكلهم أدوات ارهابية لإيران في المنطقة.
اليمن اليوم يشهد مرحلة فارقة، يتحضر فيها للخلاص من هذه المليشيا ويستعد لبناء دولته، ومع اقتراب لحظة التحرير، يدرك اليمنيون أن معركتهم ليست فقط ضد الحوثيين، بل هي من أجل بناء مستقبل يليق بتضحياتهم، ويليق باليمن.
ظهرت المقالة تخــبــط مــا قبــل الـسـقـوط أولاً على سبتمبر نت.