"الأونروا.. إلى أين؟": الخيمة في الوثيقة والفن
Arab
13 hours ago
share

يقدّم معرض "الأونروا.. إلى أين؟"، الذي يتواصل في "متحف ياسر عرفات" برام الله، حتى 15 أكتوبر/ تشرين أول المقبل، مجموعة من الوثائق والمقتنيات تمتدّ من قرار الأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، المؤسّس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إلى قرار الكنيست الإسرائيلي الأخير بحظر عملها، إلى جانب أعمال فنية مستمدة من ذاكرة المخيّم وحرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام.

يواجه الزائر عند دخوله المعرض خيمة لاجئين أصلية تعود إلى 1948، تحمل بين طيات قماشها الممزق حكايا التشرّد والاقتلاع الأولى، وإلى جوارها آلة طباعة قديمة شاهدة على مرحلة إصدار بطاقات هوية اللاجئين، وتوضّح كيف انتقلت أونروا من وكالة إغاثة مؤقتة إلى شاهد دولي على نكبة مستمرة لم تتوقف، يتبعه متتاليات لوثائق نادرة تسجل مسار المساعدات الإنسانية التي تحولت إلى ملفات سياسية معقدة، فيما تعرض شاشات تفاعلية الخيام المؤقتة التي تطوّرت إلى تجمعات سكنية وبيوت محاصرة.

أما الفنانون أحمد عزة، وسهيل سالم، وشحدة ضرغام، وعبد الكريم بدران، وعلاء أبو سيف، وغانم الدن، وفادي أبو حسان، ومحمد الحاج، فتناولوا في أعمالهم مشاهد القصف والركام، والضحايا خاصة من الأطفال ونشأة الخيام وحصارها في القطاع.

يوضّح العرض كيف انتقلت أونروا من وكالة إغاثة مؤقتة إلى شاهد دولي على نكبة مستمرة

ويمثّل عمل "أصداء" لتيسير بركات، وهو تركيب بمقاييس 120×120 سنتيمتراً من مواد مختلفة لهواتف نقالة وأصوات، شاهداً حيّاً على مواجهة آلة الكذب والدعاية الإسرائيلية، بينما يعكس العمل التركيبي لعلاء البابا وخالد حوراني "الخيمة: زال أو لا يزال"، بقياس 140×60×30 سنتيمتراً، خيام النازحين المنتشرة كأشباح على امتداد غزة اليوم؛ الخيام التي عادت اليوم بعد أن غابت لعقود، بذات الشكل والمأساة، لتؤكد على استمرار التهجير القسري الذي يلاحق الفلسطينيين منذ أكثر من 77 عاماً.

ويشتمل القسم السياسي من المعرض، على خرائط جدارية تفاعلية توضح التوسع الاستيطاني الخانق للمخيّمات، وشاشات لمسية تعرض مقارنة بين القرارات الدولية الداعمة للأونروا والممارسات الإسرائيلية الهادفة إلى خنقها، ولا تغفل الوثائق الإشارة إلى المعاناة البالغة التي واجهتها الأونروا خلال الاجتياحات العنيفة التي تعرضت لها مخيّمات جنين وطولكرم ونور شمس في الضفة الغربية، لتصبح مدارس الأونروا ومقراتها ملاجئ مؤقتةً لعائلات هاربة من القصف، قبل أن تطاولها بدورها آليات الاحتلال، بالهدم أو بالحصار المشدّد، كما نقلت الشهادات الميدانية كيف اضطر موظفو الوكالة للعمل في ظروف كارثية، وسط انقطاع الإمدادات الإنسانية واستهداف مباشر لمنشآتها، ما جعل الدور الإغاثي لأونروا أشبه بمعركة بقاء يومية في ظل صمت دولي خانق.

يُذكر أن مقار أونروا في قطاع غزّة غدت الملاذ الأخير لعشرات الآلاف من الناجين من القصف، رغم استهدافها المتكرّر بالصواريخ والمدافع، وهي تواجه اليوم انهياراً شبه كامل لقدرتها التشغيلية التي تشمل نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والدواء، واستشهاد عشرات من طواقمها أثناء أداء مهامهم.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows