في تطور لافت لمسار التقارب بين القاهرة وأنقرة، أعلنت وزارة الدفاع التركية تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة بين وحدات من القوات الخاصة التركية والمصرية، أُجريت على الأراضي التركية، وشملت مجموعة واسعة من المهام القتالية والتكتيكية المتقدمة. ونشرت الوزارة عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس" مقطع فيديو يوثّق جوانب من المناورات، مرفقة بعلمي البلدين، مع تأكيد على أهمية التعاون العسكري.

وشملت التدريبات، التي أُجريت بمشاركة عناصر من قوات العمليات الخاصة من الجانبين، القتال في المناطق المبنية، وتدريبات القناصة، والإسعافات القتالية، إضافة إلى القفز الحر بالمظلات، والإنزال السريع من المروحيات، والإخلاء الطبي الجوي، وكذلك عمليات الاستطلاع والمهام الخاصة. وتأتي هذه التدريبات في سياق تصاعد مؤشرات التعاون الثنائي بين البلدين بعد سنوات من الفتور السياسي.

اللافت في هذه المناورات أن الإعلان عنها جاء من الجانب التركي فقط، إذ لم تصدر وزارة الدفاع المصرية أي بيان رسمي حول مشاركة قواتها في التدريبات، ولم ترد إشارة إلى الحدث عبر أي من المنصات الإعلامية الرسمية التابعة للقوات المسلحة المصرية حتى كتابة هذه السطور.

ويرى مراقبون أن اقتصار الإعلان على الجانب التركي قد يعكس تفاوتاً في وتيرة الانفتاح السياسي والإعلامي بين البلدين، أو ربما تحفّظاً مصرياً داخلياً على الكشف عن مستوى التطبيع العسكري في هذه المرحلة، لا سيما في ظل اعتبارات إقليمية معقدة تتداخل فيها ملفات حساسة، مثل ليبيا وشرق المتوسط. إلا أن مشاركة القوات المصرية في هذه التدريبات تبقى مؤشراً ملموساً على تجاوز مرحلة الجمود، واستعداد البلدين لبناء شراكة أمنية جديدة.

تأتي هذه المناورات في سياق تحولات لافتة تشهدها العلاقات المصرية التركية، لا سيما على الصعيد الأمني والعسكري. فبعد سنوات من القطيعة، شهدت الفترة الأخيرة تبادل زيارات رفيعة المستوى بين المسؤولين، وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة. ويُنظر إلى هذه التدريبات على أنها خطوة متقدمة نحو بناء شراكة استراتيجية في ملف الأمن الإقليمي، خاصة في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها دول المنطقة.