انخفضت أسعار الذهب، اليوم الأربعاء، متأثرة بارتفاع الدولار وتراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بينما يترقب المستثمرون بيانات أميركية رئيسية لتحديد توجهات مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن أسعار الفائدة. ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أمرين لتخفيف وطأة رسومه الجمركية على السيارات، وذلك من خلال مزيج من التسهيلات الائتمانية وإعفاءات من رسوم على مواد أخرى.

كما تحدث فريق ترامب المعني بالملف الاقتصادي عن قرب إبرام صفقة مع شريك تجاري أجنبي، وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الإدارة الأميركية تحرز تقدما في مفاوضات الرسوم الجمركية، وأشار إلى أن هناك اتفاقات على وشك أن تبرم مع الهند وكوريا الجنوبية. وقال مصدران مطلعان، أمس الثلاثاء، إن الصين ألغت رسوما جمركية بنسبة 125% على واردات الإيثان من الولايات المتحدة، والتي فُرضت في وقت سابق من هذا الشهر. 

وساهمت تلك التطورات في تخفيف بعض التوتر، إذ يخشى المستثمرون والشركات من التبعات الاقتصادية للرسوم الجمركية مع وجود مؤشرات إلى أنها ستضغط على النمو وستزيد التضخم والبطالة. 

الذهب يواصل التراجع

وفي أسواق المعادن  النفيسة، وبحلول الساعة 02.42 بتوقيت غرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% مسجلا 3308.32 دولارات للأوقية (الأونصة). وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.5% إلى 3317.50 دولارا. وصعد مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقابل سلة من العملات، وهو ما يجعل الذهب أكثر كلفة على المشترين الأجانب. وقال نيكولاس فرابيل، من "إيه.بي.سي ريفاينري" للمعادن النفيسة بأستراليا، إن هناك انتعاشا طفيفا في قوة الدولار بشكل عام، ما أدى إلى تراجع طفيف في سعر الذهب. 

وارتفع الذهب، وهو ملاذ آمن وقت الاضطرابات السياسية والمالية، إلى مستوى قياسي بلغ 3500.05 دولار للأوقية في 22 إبريل/نيسان بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي. ويترقب المستثمرون بيانات اقتصادية، منها بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، وتقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، لتقييم تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة على توقعات أسعار الفائدة.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم: "من المتوقع أن تُظهر بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي مزيدا من الاعتدال في الأسعار، ما يُبقي الباب مفتوحا أمام المزيد من التخفيضات من قبل الاحتياطي الاتحادي. إذا شهدنا مفاجأة بحدوث ارتفاع، فقد تتضاءل هذه الاحتمالات، وهو ما قد يُؤثر سلباً على أسعار الذهب". ويتوقع المتداولون حالياً تخفيض أسعار الفائدة بنحو 97 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% مسجلة 32.93 دولارا للأوقية، وانخفض البلاتين 0.6% إلى 971.90 دولارا، ونزل البلاديوم 0.3% إلى 931.84 دولارا. 

صعود الدولار لا يعوض خسائر الشهر

وفي أسواق العملات، ارتفع الدولار قليلاً، اليوم الأربعاء، لكنه في سبيله لتسجيل أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إذ تسببت السياسة التجارية الأميركية غير واضحة الاتجاهات في تعرضه للخطر، بينما ارتفع اليورو والين والفرنك السويسري. وتراجع البيت الأبيض عدة مرات عن تطبيق رسوم جمركية مرتفعة أعلن عنها الرئيس الأميركي في أوائل إبريل/نيسان وأدت إلى اضطراب في أسواق الأسهم العالمية ودفعت المستثمرين إلى العزوف عن الدولار وسندات الخزانة الأميركية رغم أنهما عادة من الملاذات الآمنة. 

وقالت كريستينا كليفتون، الخبيرة الاقتصادية في كومنولث بنك أوف أستراليا أو بنك الكومنولث الأسترالي، إن "تقديراتنا تشير إلى أن (ذروة الرسوم الجمركية) مرت... لكن الضرر لحق بالثقة وبالاقتصاد الأميركي وبالنظام التجاري العالمي". وهبط اليورو قليلاً مسجلاً 1.1372 دولار بعدما تراجع 0.33% في الجلسة السابقة. لكن العملة الأوروبية الموحدة استفادت من عزوف المستثمرين عن الأصول الأميركية وارتفعت بنحو خمسة بالمائة في شهر إبريل/ نيسان وفي سبيلها لتسجيل أفضل أداء شهري منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وسجل الفرنك السويسري في أحدث تداولات 0.8236 مقابل الدولار وفي سبيله لتسجيل ارتفاع شهري بأكثر من سبعة بالمائة، وهو أقوى أداء منذ ما يزيد عن عقد. وتراجع الين قليلا إلى 142.53 مقابل الدولار قبل صدور قرار بنك اليابان (المركزي) غدا الخميس، والذي يتوقع أن يبقي أسعار الفائدة دون تغيير. وارتفع الين بأكثر من خمسة بالمائة مقابل الدولار في إبريل في أفضل أداء شهري منذ يوليو/تموز.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.46% مسجلاً 0.64135 دولار، بعدما جاءت بيانات أسعار المستهلكين أقوى قليلاً من المتوقع لكن مقياسا رئيسيا للتضخم الأساسي تباطأ بما يكفي لإبقاء الباب مفتوحا أمام خفض لأسعار الفائدة الشهر المقبل. وسجل الدولار النيوزيلندي في أحدث تداولات 0.5933 دولار وارتفع في الشهر 4.4%. وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.33865 دولار وفي طريقه ليسجل زيادة شهرية قدرها 3.8%، وهو أفضل أداء شهري له منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وهبط اليوان قليلا مقابل الدولار، اليوم الأربعاء، وبدا أنه في سبيله لتسجيل خسارة شهرية مع ظهور مؤشرات مبكرة إلى تضرر الاقتصاد الصيني بشكل عام من الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة. وزاد مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات منافسة 0.14% إلى 99.316، لكنه لم يبتعد كثيرا عن أدنى مستوى في ثلاث سنوات والذي لامسه الأسبوع الماضي. وتراجع المؤشر 4.6% هذا الشهر في أسوأ أداء شهري منذ نوفمبر 2022.

(رويترز، العربي الجديد)