قراءات روسية متفائلة لـ100 يوم الأولى من رئاسة ترامب
Arab
3 hours ago
share

هيمنت حالة من التفاؤل على نتائج الـ100 يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترامب على قراءات الصحافة الروسية في أعدادها الصادرة اليوم الأربعاء، مع التركيز على إجرائه إصلاحات في المشهد الداخلي الأميركي، والإشادة بجهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتحسين العلاقات مع موسكو.

وذكرت صحيفة فيدوموستي في مقال بعنوان "ماذا حقق ترامب خلال 100 يوم من رئاسته؟" أن ترامب بـ"نسخته الثانية" يختلف عنه كثيرا خلال ولايته الأولى في أعوام 2017 - 2021 كونه أصبح "رجل دولة ذا خبرة شكل فريقه وأعد برنامج إصلاحات مسبقاً"، واصفة إياه بأنه "بيريسترويكا على الطريقة الأميركية" في تشبيه ببرنامج إصلاحات بيريسترويكا (إعادة البناء) الذي أطلقه آخر زعماء الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، في عام 1985، ومعتبرة أن الـ100 يوم الأولى من الرئاسة أظهرت "صفة ثابتة لترامب أنه يحاول تحقيق ما يتحدث عنه".

وعند تطرقها إلى السياسة الداخلية الأميركية، لفتت الصحيفة إلى أن ترامب قاد حملة ترشيد الحكومة الفيدرالية التي شن هجوما عليها على المحاور الاجتماعي- الثقافي والمالي والبيروقراطي الذي كلف به الملياردير إيلون ماسك. وعلى صعيد السياسة الخارجية، اعتبرت "فيدوموستي" أن استئناف الحرب التجارية مع الصين يشكل أبرز قرارات ترامب نظرا لفرضه رسوما جمركية تعجيزية بواقع 145%، أحدثت حالة من الإرباك بالأسواق المالية رغم خفض الرسوم على بعض الإلكترونيات إلى 20% في نهاية الأمر.

وفي ملف العلاقات مع روسيا، أشادت الصحيفة باختلاف مقاربة الإدارة الحالية عن تلك التي كانت تنتهجها إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، من جهة الاستعداد للمناقشة المباشرة للقضايا الخلافية ورغبة ترامب في تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا أو حتى رفعها جزئيا أو الإفراج عن الأصول الروسية المجمدة المودعة لدى الولايات المتحدة على الأقل.

ترامب و"ثورة مضادة"

بدوره، اعتبر مدير معهد الاستراتيجية والاقتصاد الحربي العالمي التابع للمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، دميتري ترينين، أن الـ100 يوم الأولى من رئاسة ترامب دفعت بالكثيرين للحديث عنه على أنه شخصية ثورية نظرا لحزمه والوتيرة العالية لأعماله، مقرا في الوقت نفسه بأنه لا يهدم أعمدة الدولة والمجتمع الأميركيين، بل يسعى إلى "إعادة الولايات المتحدة إلى طريق أبعدها عنه الليبراليون الداعمون للعولمة".

وأضاف ترينين في مقال بعنوان "لتحيي الثورة المضادة" نشر بصحيفة كوميرسانت، أن "ترامب يشعر بأريحية في السياسة الداخلية نظرا لسيطرة الأغلبية الجمهورية على غرفتي الكونغرس"، مجتمعة من الطابع المحدود لمحاولات القضاة الطعن في قرارات تقليص الجهاز الإداري للدولة وتهجير المهاجرين غير الشرعيين وتكيف ترامب مع التهجم عليه من قبل وسائل الإعلام الليبرالية والتوجه الاقتصادي نحو استعادة الصناعة الأميركية والحمائية التعرفية وتطوير أحدث التكنولوجيا.

وفي الملف الروسي الأوكراني، أرجع عزم ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا ووضع عبء المسؤولية على عاتق "الجناح الأوروبي من الإمبراطورية الأميركية" إلى ضرورة التصدي للتحدي الصيني للريادة الأميركية ومخاطر اندلاع حرب نووية في حال استمرار مشاركة واشنطن في الحرب غير المباشرة مع روسيا في أوكرانيا. وخلص إلى أن الرئيس الأميركي يرى في روسيا "منافسا جيوسياسيا ولكن ليس تهديدا عسكريا أو عدوا أيديولوجيًا".

لكن على الرغم من التحسن الملحوظ في العلاقات الروسية الأميركية في الأشهر الأخيرة وزيادة كثافة الاتصالات واللقاءات لتسوية الأزمة الأوكرانية، إلا أن التسوية النهائية بين موسكو وكييف تبقى، على ما يبدو، بعيدة المنال، وسط إصرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على إحكام السيطرة على المقاطعات الأوكرانية الأربع، دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، التي ضمتها روسيا بشكل أحادي الجانب في عام 2022.

وبحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، فإن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، الذي قام بزيارة جديدة إلى موسكو في الأسبوع الماضي، عجز عن إقناع بوتين بتجميد النزاع على خطوط التماس الحالية، وسط تزايد حالة الاستياء في البيت الأبيض من عدم إحراز تقدم في المفاوضات.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows