
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أنّ مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور غربي السودان صار "شبه خالٍ"، بعد أقلّ من أسبوعين على سيطرة قوات الدعم السريع عليه وسط الحرب الدائرة بينها وبين الجيش منذ أكثر من عامَين. وأفاد المكتب الأممي الوكالة بفرار مئات آلاف الأشخاص هرباً من المجاعة التي تضرب مخيم زمزم الذي كان يؤوي 400 ألف شخص على الأقلّ قبل النزوح إلى مناطق مجاورة، ولا سيّما مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أشهر، والتي تُعَدّ آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور ما زالت تحت سيطرة الجيش السوداني.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أنّ صوراً التقطتها أقمار صناعية تظهر اندلاع حرائق في مخيم زمزم للنازحين، مع ورود تقارير تفيد بأنّ قوات الدعم السريع تمنع بعض القاطنين فيه من مغادرته. وأوضح أنّ "النزوح من زمزم في صدد التمدّد إلى وجهات عدّة (...) ووصل نحو 150 ألف نازح إلى مدينة الفاشر"، في حين "انتقل 181 ألف شخص آخرين إلى (مدينة) طويلة".
Hundreds of civilians, including at least 12 humanitarian workers, have been killed in recent artillery shelling targeting the El Fasher and Zamzam camps in Sudan’s Darfur region, mainly by the United Arab Emirates-backed Rapid Support Forces.https://t.co/JJPjgbbtMJ
— Kenneth Roth (@KenRoth) April 25, 2025
ومخيم زمزم الواقع في شمال دارفور، الذي كان عدد النازحين فيه يُقدَّر بنحو نصف مليون، هو أوّل موقع أُعلنت فيه المجاعة بالسودان في أغسطس/ آب 2024، مع العلم أنّه أكبر مخيمات النزوح في البلاد. وبحلول ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، كانت المجاعة قد امتدّت إلى مخيّمَين آخرَين في دارفور، وفقاً لتقييم مدعوم من الأمم المتحدة. يُذكر أنّ تحذيرات عديدة من مجاعة محقّقة سبقت تلك الإعلانات، على خلفية الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي تسبّبت فيها الحرب القائمة في السودان منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 ما بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وقد خلّفت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وشرّدت نحو 13 مليون شخص ما بين نازح ولاجئ، متسبّبةً وفقاً للأمم المتحدة بأكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث من دون أن تلوح لها نهاية في الأفق. وفي سياق الأزمة إنسانية غير المسبوقة والتي توصَف بأنّها بلا حدود، سُجّل انهيار المنظومة الصحية في البلاد في حين راح الجوع يتفشّى بين السودانيين الذين أنهكتهم الحرب وما نتج عنها.
تجدر الإشارة إلى أنّ وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أطلقت نداءات، في الآونة الأخيرة، حذّرت فيها من التبعات الكارثية للحصار المفروض على مخيم زمزم للنازحين، ودعت إلى رفع الحصار وإيصال المساعدات إلى المخيم وحماية المدنيين هناك. وفي هذا الإطار، أشارت منظمة "أطباء بلا حدود"، في نداء وجّهته في بداية الأسبوع الجاري، إلى أنّه في أعقاب الهجوم البرّي واسع النطاق الذي شنّته قوات الدعم السريع في 11 إبريل الجاري على مخيم زمزم للنازحين، بات مئات الآلاف من الأشخاص في أماكن محاصرة في الفاشر ومحرومين من المساعدات الأساسية.
ودعت "أطباء بلا حدود"، حينها، إلى "إنهاء الحصار والوحشية فوراً، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر عبر إسقاط الطعام والدواء (جواً) عند الحاجة، والسماح لمن يرغب في الخروج بالمغادرة بأمان". وأشارت المنظمة إلى ورود تقارير من مخيم زمزم للنازحين تشير إلى مقتل مئات الأشخاص، وإلى أنّ المقاتلين أطلقوا النار على أشخاص كانوا يختبئون في مساكنهم وأحرقوا أجزاء كبيرة من المخيم.
(فرانس برس، العربي الجديد)

Related News

