
يتجه الذهب لحصد مكاسب أسبوعية هي الثالثة على التوالي مستفيداً من تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، فيما ينحو النفط باتجاه الخسارة. وفي التفاصيل، استقرت أسعار الذهب مع انطلاق تعاملات اليوم الجمعة متجهة لتسجيل مكاسب أسبوعية للمرة الثالثة على التوالي، حيث لا يزال المستثمرون متمسكين بتوقعاتهم لاستمرار ارتفاعها، بينما يراقبون من كثب تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وبحسب أحدث بيانات رويترز، استقر سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية عند 3348 دولاراً بحلول الساعة 02:50 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 3359 دولاراً.
ونقلت الوكالة عن محلل الأسواق لدى "آي جي" ييب جون رونغ قوله إن "هناك إقبالاً مبالغاً فيه على شراء الذهب ربما يستدعي أخذ هدنة لبعض الوقت، لكن الانحسار محدود حتى الآن، إذ لا يزال المستثمرون يعتبرون الذهب وسيلة تحوط قوية في ظل استمرار حالة الضبابية".
يأتي ذلك غداة تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، أن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين جارية، نافياً مزاعم الصين عدم إجراء أي مناقشات لتخفيف حدة الحرب التجارية الدائرة، فيما قال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد "حقاً" تسوية النزاع التجاري، فعليها رفع جميع الرسوم الجمركية أحادية الجانب ضد الصين.
وارتفع سعر المعدن الذي لا يدر عائداً، والذي غالباً ما يعد وسيلة تحوّط من عدم الاستقرار العالمي، بأكثر من 700 دولار منذ بداية العام، ولامس مستويات غير مسبوقة عدة مرات، ووصل إلى 3500.05 دولار الثلاثاء الماضي.
وبالنسبة لبقية المعادن الثمينة، انخفض سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 33.42 دولاراً والبلاتين 0.1% إلى 969.65 دولاراً والبلاديوم 1.2% إلى 943.24 دولاراً.
وفي سوق البترول، ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف في بداية تعاملات الجمعة، لكنها تتجه لتسجيل خسارة أسبوعية وسط مؤشرات على زيادة المعروض نتيجة رفع محتمل للإنتاج من مجموعة "أوبك+" ووقف إطلاق نار محتمل في الحرب بين روسيا وأوكرانيا. كما يأتي ذلك في الوقت الذي تتأثر فيه توقعات الطلب بالإشارات المتضاربة بشأن الرسوم الجمركية الأميركية.
وارتفعت العقود الآجلة لبرميل خام برنت خمسة سنتات إلى 66.6 دولاراً بحلول الساعة 00:01 بتوقيت غرينتش، فيما من المتوقع أن تنخفض بنسبة 2% خلال الأسبوع. واليوم، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ستة سنتات إلى 62.85 دولاراً، ومن المتوقع أن ينخفض 2.9% خلال الأسبوع.
ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله، في مقابلة مع " سي بي إس نيوز"، إن الولايات المتحدة وروسيا تسيران في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن لا يزال يتعين الاتفاق على بعض النقاط. وقد يسمح وقف الحرب الروسية في أوكرانيا وتخفيف العقوبات المفروضة عليها بتدفق المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، علماً أن روسيا العضو في "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، هي من أكبر منتجي النفط في العالم إلى جانب الولايات المتحدة والسعودية.
ومما قد يزيد من المعروض العالمي أيضاً، أوردت رويترز في وقت سابق من الأسبوع الجاري أن عدداً من أعضاء "أوبك+" اقترحوا أن تُسرع المجموعة وتيرة زيادة إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو/حزيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أمس الخميس، إنه مستعد للسفر إلى أوروبا لإجراء محادثات بشأن برنامج طهران النووي. ومع ذلك، لا تزال توقعات الطلب ضبابية في ظل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكبر مستهلكين للنفط في العالم. وكل ذلك يحصل في وقت تواجه الشركات ارتفاعاً في التكاليف نتيجة الحرب التجارية التي أضرّت أيضاً بسلاسل التوريد العالمية وأثارت مخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي قد يؤثر على طلب النفط.
خسائر طفيفة تصيب الدولار الأميركي
وفي سوق العملة، ارتفع الدولار، يوم الجمعة، بعدما سجل خسائر طفيفة في الجلسة السابقة، وذلك في الوقت الذي يجد فيه المستثمرون صعوبة في قراءة آفاق الاقتصاد الأميركي بعد تصريحات متذبذبة للرئيس ترامب بشأن الاتفاقات التجارية والتدخل في قرارات مجلس الاحتياط الاتحادي.
تقلب أداء العملة الأميركية بشكل حاد هذا الأسبوع، إذ بدأ بانخفاض واحد بالمئة مقابل العملات الرئيسية يوم الاثنين بعد أن هدد ترامب بإقالة رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي جيروم باول لعدم خفضه أسعار الفائدة بالسرعة الكافية، وهو ما أعقبه ارتفاع 1.5% في اليوم التالي بعد أن صرح ترامب بأنه لم يكن ينوي تغيير باول، كما طرح فكرة تهدئة حربه التجارية مع الصين.
لكن في غياب أي تقدم فعلي نحو بدء المحادثات مع بكين، تراجع الدولار مجدداً في وقت لاحق من الأسبوع. وبشكل عام، يتجه مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة مقابل ست عملات رئيسية إلى ارتفاع 0.27% خلال الأسبوع، وهو ارتفاع من شأنه وقف سلسلة خسائر استمرت أربعة أسابيع.
ولا يجد المستثمرون أي معلومات بشأن الوضع الحالي مع الصين. فقد قالت بكين، يوم الخميس، إنها لم تجر أي محادثات تجارية مع واشنطن، غير أن ترامب كرر لاحقاً أن المفاوضات المباشرة جارية. وفي وقت مبكر من يوم الجمعة، ارتفع الدولار 0.3% إلى 143.08 يناً، وارتفع 0.4% مقابل العملة السويسرية إلى 0.8303 فرنك.
وانخفض اليورو 0.3% إلى 1.1355 دولار، وتراجع الجنيه الإسترليني 0.2% إلى 1.3314 دولار. وارتفعت بيتكوين قليلاً لتكون في حدود 94 ألفاً و220 دولاراً وتقترب من المستوى الذي بلغته يوم الأربعاء، عند 94 ألفاً و489.92 دولاراً، الذي كان أعلى مستوياتها منذ الثالث من مارس/آذار.
(رويترز)

Related News
