“خيرية”.. لاجئة أثيوبية لاحقتها الصراعات الاثنية إلى مخيمها في عدن
Civil
5 days ago
share

قصة صحفية أعدها لـ”يمن ديلي نيوز” لؤي العزعزي: في زاوية مكتظة بمنطقة “البساتين” في عدن، حيث تُلامس أسطح الزنك حرارة الشمس الحارقة، تعيش خيرية الأرومية مع عشرات اللاجئين الإثيوبيين تحت سقف إهمال المنظمات الدولية المعنية باللاجئين.

اتصال هاتفي منها كشف حجم المعاناة الإنسانية، حيث تتداخل الصراعات الإثنية والدينية لبلادها مع واقع مرير في المدينة اليمنية التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً من صراعات بلدها التي تلاحقها.

من أثيوبيا إلى عدن

لم تكن خيرية، المرأة الأرومية المسلمة، تتخيل أن تلاحقها نيران الصراع بين قوميتها المسلمة وقومية “التجراي” (المسيحية غالبًا) حتى إلى مخيم اللجوء في عدن.

فقبل أشهر، شهدت منطقة الهاشمي بالشيخ عثمان اشتباكات عنيفة بالأسلحة البيضاء بين لاجئين من الأرومو ولاجئين من التجراي سقط فيها قتلى وجرحى دون أن يلتفت أحد لهذه المجزرة حد وصفها.

تشير خيرية في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” إلى أن ماوصفتها بالمجزرة راح ضحيتها كثير بين قتلى وجرحى لكن العالم غض الطرف عنها كما لو كانت “لحِيواناتٍ مسعورة يجب التخلص منها”، بحسب حديثها.

تشير “خيرية” إلى ما معناه بأن القانون الدولي يتعامى عن معاناتهم ويتم دفنه تحت رمال التعصب بينما تتحول المخيمات إلى ساحات انتقام مفتوحة.

وجهة لا ترحم

رغم قرب مخيم “البساتين” من مقر منظمة الأمم المتحدة، إلا أن سكانه يعيشون في دائرة الجحيم: أطفالٌ يتضوّرون جوعاً، عائلات تفترش الرصيف، وأجساد منهكة تحت صفيح الزنك الذي يحوّل المساكن إلى أفران بلا كهرباء أو ماء.

تقول خيرية، بلهجة مكسره بين دموعها: “أرسلت طفلتي الرضيعة مع لاجئة أخرى أثناء عودتها إلى أثيوبيا، لأننا هنا قد نموت جوعًا أو حراً.. بلادي فيها حرب، لكن عدن أسوأ!”.

كسر قيود اليأس

وسط هذا الكابوس، تملك خيرية إرادة لا تُقهَر. أنشأت مشروعاً صغيراً لبيع القهوة الإثيوبية والأعشاب، مستعينة ببعض النساء لتدبير لقمة العيش.

لكن قوتها تواجه تحديات أكبر: أبٌ تخلّى عن ابنته، وصديقةٌ وصفَتها بالـ”هبلة” لثقتها بمن خانها. تقول بمرارة: “هنا الجوع يأكل الجميع… حتى الأوطان قد تهرب!”.

التعصب أعمى

وعلى رفوف محل خيرية الصغير، توجد صور لأصدقاء من “التجراي” و”العفر” و”الصومال”، تذكرهم بضحكاتهم قبل أن تشتعل النزاعات. تؤكد: “القلة الفاسدة هي من تشوه سمعة الشعوب… التعصب يمحو إنسانيتنا”. هذه الرسالة تتناقض مع الواقع في جيبوتي المجاورة، حيث يُستقبل اليمنيون كأهل، بينما يُعامَل الإثيوبيون في عدن كغرباء حد قولها.

تجاهل دولي

خيرية ليست الوحيدة بل نموذج لمآس أخرى. خيرية ليست مجرد أرقام في تقارير إنسانية، بل نداء استغاثة لعالم يغرق في صراعاته.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كم من “خيرية” أخرى يجب أن تدفع ثمن صراعات لا ناقة لها فيها ولا جمل؟ ولماذا لا تتحرك المنظمات الدولية؟

اللاجئون في “البساتين” يشيرون إلى بوابات الأمم المتحدة المُغلقة، بينما تقبع تقارير الانتهاكات في الأدراج.

حتى الصحفيون الذين حاولوا رصد المأساة، يواجهون صعوبات في إكمال تحقيقاتهم بسبب تعقيدات الوضع الأمني.

ظهرت المقالة “خيرية”.. لاجئة أثيوبية لاحقتها الصراعات الاثنية إلى مخيمها في عدن أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows