تعـز.. روح الـصـمـود والانتـصار
official
1 week ago
share

 

سبتمبر نت/ عمر أحمد

مدن كثيرة لا تستهوي زائريها ولا تحرك في النفس ساكنا في حين هناك مدنا تزلزل كل السواكن الجامدة وتحركها، فتصبح آسرة للقلوب وخاطفة لألباب زوارها وإن كانت زيارة عابرة، لكنها تصبح لهم كإكسيرة حياة وان جارت بظروفها القاسية.. من هذه المدن تعز تلك المدينة ذات الجغرافية التي جمعت بين الجبل والسهل والواد والبحر، ومزجت هذا التنوع بعبق التاريخ الضارب في الأعماق لقرون من الزمن. المتجلي بمعالم وشواهد حضارة وبأس شديد.

واكتسبت من الجبل العامر «صبر» الشموخ والصمود.. وتعانق الضباب المنسدل على روابيها مع رائحة المشاقر الفواحة من سفوح المنازل والمدرجات، وتضع رأسها في دلال وحنو على اطرافها الغربية رويدا ابتدء من جنبات طريق فك الحصار الواصل بأطراف اريافها الغربية المتناثرة ديارها على الطريق المعبد حديثا وصولا الى ساحلها ومينائها الراسي على شواطئ البحر الأحمر «المخا».

تفاصيل كثيرة ومدهشة ترويها أحداث هذه المدينة لزوارها.. كيف لا وهي التي لم تبخل بالعطاء لكل من يمم وجهه شطرها.. وأبوابها مفتوحة لكل من يقصدها طالبا الحماية او مهاجرا او باحثا عن الحياة الكريمة او قاصدا العلم او التجارة.. إلخ.

وتوحي لك هذه المدينة انها مترفعة عن الصغائر وهي كذلك.. فهي لا تبالي لمن تنكر لها ذات حين..

مدينة مكابرة، لا تشتكي او تتأوه.. ولا تقبل الانهزامية والتراجع، مهما كانت الخطوب.

رغم الخيبات والويلات التي عاشتها هذه المدينة، الا ان الاعتماد على الذات. والاستمرار في النضال كانا متلازمة التحدي.. والخيار الوحيد من اجل البقاء فاستطاعت الصمود ورمي كل اثقال واحزان ويأس  سنوات الجور عليها من اعلى مرتفعات جبل صبر لتنتصر من اجل  استمرار جذوة الحياة مشتعلة.

فكان لها ما تريد وماتزال تنبعث اليوم ارادتها قوة من بين رماد الحرب التي تطالها ودمرت احياء بكاملها.. وما يزال خطر هذه الحرب محدقا عند اطرافها.. وعدو يتحكم بأجزاء منها.

وعلى الرغم من ذلك تعز لا تكل ولا تمل، فهي لا تتوقف عن آمالها وأحلامها ويكفيها من ذلك كله، أنها لم تترك فرصة للواهمين للنيل منها.

حصار.. قصف.. قنص.. دمار.. قتل.. خطف.. وكل وسائل الاجرام استخدمتها المليشيا قاومتها بإرادة اكبر من ذلك الاجرام المتلاشي يوما بعد آخر.

اليوم هذه المدينة بشوارعها واسواقها ومحلاتها وساحاتها تمتلئ عن آخرها بالحشود البشرية المتدفقة عليها من كل حدب وصوب قبلة لهم يشموا فيها هواء الحرية.

فحركة المرور لا تهدأ من المركبات التي تعج بها الشوارع.. ضجيج الباعة واصوات الناس في كل مكان، كل هذا وما يزال دعاة الموت يتربصون بالمدينة.. ولكن هيهات لهم.

شموخ المدينة لا يوحي بالأفول أو الفتور او الاسترخاء.. بل ان شموخها يتجدد من ثبات قلعتها الرابضة على علو وكأنها الحارس الامين.

لقد أوقفت هذه المدينة برجالها ونسائها، بروحها وقوتها، أمام الخوف والموت وكانت مخيرة بين الذل والحياة، قايضوها الاعداء بين والخضوع والبقاء تحت رحمة كهنة الكهف المنغمس بالحقد والانتقام بدليل حصار يفرضه عليها منذ عقد من الزمن.

تعز اليوم تعيش مشاهد تذهل الناظر ترتسم من أرتال السيارات العابرة عبر المنفذ الشرقي من «الحوبان والمناطق المجاورة «.. ليأخذوا ما يريدون من مستلزمات الحياة من هذه المدينة التي تمنح العطاء باستمرار، ولا تمنع عطاهاء حتى لمن خذلها.

فتعز منتصرة.. وما تزال في طريقها لتحقيق نصرا جديد.. قريب بإذن الله تعالى.

ظهرت المقالة تعـز.. روح الـصـمـود والانتـصار أولاً على سبتمبر نت.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows