
واصل ناشطون أميركيون، لليوم العاشر على التوالي، الاحتجاج ضد وسائل الإعلام الأميركية وتغطيتها لحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، إذ يتجمعون يومياً أمام مقار مؤسسات "فوكس نيوز"، و"إن بي سي نيوز"، و"إم إس إن بي سي نيوز"، و"سي- سبان"، و"سي أن أن" لمطالبة وسائل الإعلام الأميركية بالقيام بدورها في كشف حقيقة الحرب على غزة للرأي العام الأميركي بدلاً من تحريفها.
سمّى المنظمون مخيمهم بـ"مخيم غزة الإعلامي"، حيث يقدمون فيه عروضاً يومية مستوحاة من غزة، تتضمن قتل الأطفال أثناء توجههم للحصول على المساعدات من "مؤسسة غزة الإنسانية". ويضعون صناديق تشبه صناديق المساعدات الإنسانية كتب عليها GHF (الحروف الإنكليزية الأولى لمؤسسة غزة الإنسانية) يظهر عليها أثر الدماء، متهمين المؤسسة بتورطها في الإبادة الجماعية. ويرفع المتظاهرون يومياً صوراً متداولة عالمياً لأطفال فلسطين الذين يعانون من المجاعة وقد برزت عظامهم من الجوع، بفعل سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات التي تفرضها إسرائيل، وكتبوا عليها: "إسرائيل صنعت هذا بالأطفال"، كما رفعوا لافتات كُتب عليها: "أوقفوا مشاركة الإعلام في الإبادة الجماعية"، و"وسائل الإعلام الأميركية تبرّر جرائم إسرائيل".
وذكرت الناشطة حزامي برمدا، المسؤولة عن تنظيم المخيم اليومي، أنهم يتظاهرون لليوم العاشر على التوالي لمشاركة وسائل الإعلام الأميركية في ما يحدث للأطفال والفلسطينيين المدنيين في غزة، وذكرت أن "هذه الصور والتقارير التي تنشر في الإعلام تقتل الأطفال والمدنيين، وعندما تختار الصحافة القوة فوق الحقيقة تتحول إلى دعاية"، مشيرة إلى أن الإعلام لو قام بواجبه المهني لما مات الأطفال في القطاع.
انحياز وسائل الإعلام الأميركية
هذه التظاهرة واحدة من مظاهرات عدة نُظمت على مدار الأشهر الماضية ضد تغطية وسائل الإعلام الأميركية في واشنطن والولايات المتحدة. وتظاهر المئات أكثر من مرة أمام صحيفة واشنطن بوست اعتراضاً على تغطيتها المنحازة ضد الفلسطينيين في غزة، كما شهدت مدينة نيويورك أكثر من تظاهرة أمام مبنى صحيفة نيويورك تايمز في مانهاتن.
وسرد المتظاهرون، في مقر الصحف بالقرب من الكونغرس، تاريخ الصحافة في تغطية الصراعات، وقالت برمدا إن "الصحافة لديها قوة، ونطالب بتعريف الأسماء بمسمياتها مثل إبادة جماعية وتجويع الفلسطينيين واستخدام إسرائيل الجوع كسلاح حرب، وبالتتبع والاستقصاء والتحقيق فيما تفعله إسرائيل في غزة، والتوقف عن عدم استخدام اسم إسرائيل في قتل الفلسطينيين، وشرح من المسؤول عن الوضع الإنساني في غزة". كما طالبت الصحافيين بالتعبير عن مواقفهم أو التظاهر أو التحدث ضد هذه الجرائم وضد مواقف مؤسساتهم، وأكدت أن "هذا هو أقل ما يجب عليكم فعله للالتزام بأخلاقيات المهنة، والتاريخ سيسأل كيف غطّت وسائل الإعلام هذه الإبادة الجماعية... الكلمات قد تقتل والكلمات قد تحرّر أيضاً، وأنتم لديكم الاختيار".

Related News
