
في صيفٍ تتوهج فيه رمال مأرب تحت شمسٍ لا تعرف الرحمة، ووسط مخيمات النزوح التي باتت مأوى لمئات الآلاف الهاربين من ويلات الحرب، تنبض الحياة في صورةٍ غير متوقعة، هناك على أرض ملعب ترابي لا يكاد يقي اللاعبين غبار الصحراء، تولد قصة استثنائية عن العزيمة والانتماء.
في هذا التقرير المصوّر، يوثّق هيثم عبد الباقي -مساعد الإعلام والتواصل في المنظمة الدولية للهجرة- لحظات نابضة بالأمل، حيث يتحول ملعب بسيط إلى مساحة يلتقي فيها مئات الشباب النازحين من أكثر من اثني عشر موقعاً مختلفاً، ليتنافسوا في بطولة كرة القدم السنوية التي أصبحت شريان حياة في قلب الصحراء.
تُظهر الصور لاعبين حفاة يركضون خلف الكرة بعيون تلمع بشغف، وجمهوراً يتجمّع حول الملعب، يهتف لكل هدف وكأنه انتصار شخصي على قسوة النزوح. بعدسة عبد الباقي، نرى بشير، الشاب الذي يحمل همّ عائلته على كتفيه، ينسى للحظات ثقل المسؤوليات ويستعيد شيئاً من طفولته الضائعة وسط صراع البقاء.
بين حرارة الشمس وصعوبة العيش، يجد هؤلاء الشباب في كل مباراة فسحةً صغيرةً من الحرية، ونافذة تطل على حياةٍ طبيعيةٍ لم تعد في متناولهم، إنها حكاية عن الإصرار على الفرح، وعن الرياضة التي لا تقتصر على التنافس، بل تمنح النازحين فرصة للتعافي واستعادة إنسانيتهم.
هذه الصور ليست مجرد لقطات لمباريات كرة القدم؛ إنها وثائق حية تُظهر كيف يمكن للرياضة أن تتحوّل إلى مصدر أمل وصمود، وتعيد إلى المخيمات شيئاً من صخب الحياة، في مكانٍ اعتاد الصمت والعزلة.
شاهدوا ما وثقته عدسة الكاميرا في بطولة كروية تحدت الحرب والعطش ومنحت النازحين في اليمن أملاً جديداً:
The post كرة القدم تنعش حياة النازحين في الصحراء first appeared on ريف اليمن.
Related News
