ذوو الإعاقة في البيضاء.. حرمان وتهميش فاقمته الحرب
Reports and Analysis
1 week ago
share

يواجه ذوو الإعاقة في محافظة البيضاء وسط اليمن صعوبات وتحديات كبيرة في الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية، خصوصًا في ظل تداعيات الحرب المستمرة منذ عشر سنوات، والتي فاقمت معاناتهم وفاقمت من أوضاعهم الإنسانية المتدهورة.

وخلال السنوات الماضية، كان الأشخاص من ذوي الإعاقة في البيضاء من أكثر الفئات تعرضًا للحرمان والتهميش، بسبب تدهور الوضع الأمني وتجدد الاشتباكات المسلحة بين أطراف النزاع التي شهدتها المحافظة.

حرمان وتهميش

يقول “أحمد الذهب”، والد أحد المصابين بالشلل الدماغي: “الحرب جعلت الكثير من ذوي الهمم عاجزين عن الوصول إلى المرافق الصحية التي تقدم خدماتها للمواطنين بشكل عام، وليست المتخصصة للمعاقين فقط، ومع ذلك فهي لا تعمل بكل طاقتها”.

وأضاف لمنصة ريف اليمن: “عندما يتوقف ابني عن استخدام الدواء، تتدهور حالته، ويعاني من الوهن والآلام، وتصاب عظامه بالالتواء”، لافتا إلى أن علبة الدواء الواحدة تكلف خمسين ألف ريال، ما يعادل قرابة مئة دولار، هذا غير الأدوية الأخرى التي لا تتوفر أصلًا.


       مواضيع ذات صلة


ويعيش ملايين الأشخاص من ذوي الإعاقة في اليمن حالة من الهشاشة والضعف نتيجة الأزمات المتتالية التي تعصف بالبلاد، وتصف الأمم المتحدة الوضع الإنساني في اليمن بأنه من بين الأسوأ عالميًا.

الإعاقة وجحيم النزوح

وتزداد مأساة ذوي الهمم في البيضاء مع استمرار تدهور الخدمات، لا سيما في القطاع الصحي؛ حيث يُحرم كثيرون من الحصول على الأدوية الضرورية، ما يجعل حياتهم معرضة للخطر بشكل يومي.

تروي السيدة أم عائشة، التي نزحت من مديرية الملاجم إلى مدينة رداع مع ابنتها المصابة بإعاقة حركية، تفاصيل مؤلمة عن معاناة مضاعفة، وتقول خلال حديثها لمنصة ريف اليمن: “النزوح بحد ذاته عذاب، فكيف إذا كنت تنزحين ومعك طفلة لا تستطيع المشي؟ أضطر لحملها من مكان لآخر، ولا أملك ثمن الأدوية التي تخفف عنها المرض”.

وتضيف: “معاناتنا لا توصف، ولا ندري أيهما أشد معاناة: النزوح أم المرض؟”.

يقدر عدد المعاقين بنحو 4.5 مليون، والعوائق التي تحول دون إدماجهم في المجتمع كبيرة (صندوق المعاقين)

وكانت العفو الدولية قد أكدت أن الأشخاص ذوي الإعاقة يواجهون صعوبات مضاعفة في الفرار من العنف. وقد ذكر كثيرون أنهم قطعوا رحلات النزوح الشاقة دون أن يكون لديهم مقاعد متحركة أو عكاكيز، أو غيرها من الأدوات المساعدة، وكان جميعهم تقريباً يعتمدون على أهاليهم أو أصدقائهم.


ذوو الإعاقة في البيضاء يواجهون صعوبات جسيمة في الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والوظائف، والكثير منهم لا يحصلون على التسهيلات اللازمة للتنقل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية


الدكتورة “ليلى أحمد”، طبيبة في مستشفى رداع العام، أكدت أن الحرب والبنية التحتية المدمرة عمقت مأساة ذوي الإعاقة، وزادت من معاناتهم في مختلف المجالات.

وأضافت في حديثها لمنصة ريف اليمن: “ذوو الإعاقة في البيضاء يواجهون صعوبات جسيمة في الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والوظائف”.

وتابعت: “الكثير منهم لا يحصلون على التسهيلات اللازمة للتنقل أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مما يحد من قدرتهم على التفاعل والاندماج في المجتمع”، مشيرة إلى أن دعم مساندة حقوق وقضايا المعاقين من قبل العديد من المنظمات المحلية والدولية غالباً ما تواجه جملة من المعوقات بسبب الظروف الراهنة.

 تكاتف الجهود

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، دعت الدكتورة ليلى السلطات والمجتمع إلى مضاعفة الجهود لضمان حقوق ذوي الإعاقة، خصوصًا في مجالي التعليم والصحة، بما يكفل لهم حياة كريمة.

وشددت على أهمية نشر الوعي المجتمعي حول قدرات هذه الفئة، وتهيئة الفرص أمامهم لتحقيق الإنجازات، مؤكدة أن الإعاقة لا تمثل حاجزًا أمام الإبداع والمشاركة الفاعلة، والاندماج الإيجابي في المجتمع، كما هو الحال في بلدان كثيرة حول العالم.


الكثير من مراكز الرعاية والتأهيل تعرضت للاستهداف المباشر بسبب الحرب، وتوقفت المؤسسات والجمعيات العاملة في هذا المجال مما أدى إلى تفاقم المعاناة


من جهتها، قالت الناشطة الحقوقية “آمال عامر” إن الأشخاص ذوي الإعاقة باتوا يعانون من تهميش مضاعف في ظل الحرب، مشيرة إلى أن النزاع أدى إلى ازدياد أعداد المعاقين نتيجة الإصابات المباشرة.

وأضافت في تصريحها لمنصة ريف اليمن: “الكثير من مراكز الرعاية والتأهيل تعرضت للاستهداف المباشر؛ مما أدى إلى توقف المؤسسات والجمعيات العاملة في هذا المجال، إضافة إلى توقف المخصصات المالية، والنفقات التشغيلية اللازمة لضمان استمرارية الخدمات”.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن الحرب خلفت أعدادًا هائلة من النازحين والجرحى والمصابين بصدمات نفسية، من بينهم نسبة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة، سواء الجسدية أو العقلية، والذين يواجهون تحديات مركبة ومتشعبة.

وبحسب التقرير الصادر أواخر عام 2024، فإن عدد المعاقين يقدر بنحو 4.5 مليون معاق، وأن العوائق التي تحول دون إدماجهم في المجتمع كبيرة، وتفاقمت نتيجة لانهيار البنى التحتية، والصراع، والضغوط الاقتصادية، ونقص الخدمات، إلى جانب الوصمة والعزلة الاجتماعية التي تحاصر هذه الفئة من كل اتجاه.

ظهرت المقالة ذوو الإعاقة في البيضاء.. حرمان وتهميش فاقمته الحرب أولاً على ريف اليمن.

Related News

( Yemeni Windows) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

All rights reserved 2025 © Yemeni Windows